فى مثل هذا اليوم.. صعود أول امرأة روسيه إلى الفضا
كتب: اسلمان فولى
تحل اليوم الأربعاء، السادس عشر من شهر يونيو، ذكرى صعود أول امرأة في العالم إلى الفضاء،
حيث أجرت الروسية ابنة الطبقة العاملة “فالانتينا تيرشكوفا”، رحلتها إلى الفضاء في مثل هذا اليوم لعام 1963م.
حيث أصبحت فالنتينا تيريشكوفا أول امرأة تسافر في الفضاء، في خطوة علمية جبارة كانت مهمة أيضًا للدعاية السوفياتية آنذاك.
وكانت تعمل “تيرشكوفا” في مصنع للنسيج يقع على بعد مائة وخمسين ميلًا إلى الشمال الشرقي من موسكو، وفي شهر أبريل من العام 1962م،
اختيرت خمس نساء سوفيتيات سرًا للمشاركة في مهمة فضائية، مهندستان ومدرسة، وكاتبة سيناريو وعاملة.
وبعد تدريب مكثف استمر سبعة أشهر وقع الاختيار على فالنتينا، ولعل سيرتها المناسبة لدعاية النظام السوفياتي ساهمت في ذلك، فهي ابنة عائلة من المزارعين،
وكانت تقود فرقة للشباب الشيوعيين في معمل للنسيج في يارو سلافل، التي تبعد 280 كيلو متر شمال موسكو.
جرى التدريب في سرية تامة، حتى إن عائلتها لم تعرف أنها ستؤدي مهمة فضائية إلا عندما أعلنت موسكو رسميًا ذلك أمام العالم بأسره، ولأجلها،
طوّر العلماء السوفيت حينها بدلة فضاء خاصة، كيفت مع خصوصية جسم المرأة، بل وتم إدخال تعديلات على معدات المركبة الفضائية لتتلائم مع قدرات المرأة.
وأقلعت “فالنتينا” في مهمتها الفضائية من قاعدة بايكونور في كازاخستان، وكان رائد الفضاء فاليري بيكوفسكي سبقها إلى مدار الأرض قبل يومين على متن صاروخ فوستوك-5،
وخلال هذه المهمة التي استمرت ثلاثة أيام، دار فوستوك-6 حول الأرض 48 مرة، وقد جرى الاتصال بين رائدي الفضاء، وأنشدت فالنتينا بعض الأغاني لزميلها بيكوفسكي.
ولم تكن الرحلة الساحرة إلى الفضاء خالية من العيوب، ولكن اضطرت “فالنتينا” الحفاظ على هذه الأسرار لمدة ثلاثين عاما، ولم تتحدث عنها إلا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
كما اعترفت “فالنتينا” بأنه كان هناك خطأ تقني بالصاروخ، فهو لم يكن مبرمجا على الهبوط، بل على مواصلة الإبتعاد عن كوكب الأرض، وقد جرى إصلاح هذا الخلل،
لكن صانع الصاروخ “سيرغي موروليف” طلب منها عدم البوح بهذا الأمر، هذا بحسب تقرير نشر في فرانس 24.
كما روت “فالنتينا” في تقريرها الرسمي أن لباسها الفضائي سبب لها آلاما في الساق، كما أن الخوذة كانت تشكل ضغطاً كبيراً على كتفيها ورأسها، وأقرت أنها تقيأت خلال الرحلة.
وبحسب الجنرال “نيكولاي كامانين” الذي كان يدير قطاع الفضاء السوفياتي في تلك الآونة فإن هبوط “فالنتينا” على الأرض آثار حالة من القلق، إذ انقطعت الاتصالات معها قبيل بدء عملية الهبوط.
وقذفت “تيريشكوفا” بنفسها من المركبة، وهو إجراء طبيعي لعودة أوائل رواد الفضاء إلى الأرض، وحطت بالمظلة في جنوب سيبيريا، وروت في مقابلات سابقة أن عملية الهبوط كانت صعبة،
وانها تعرضت لإصابة قوية في الأنف، ولزمها بعد ذلك بعض مستحضرات التجميل لإخفاء الندوب أثناء الاحتفالات الرسمية.
وبعد ساعتين من هبوط رائدة الفضاء على الأرض، كان خبراء قطاع الفضاء الروسي ما زالوا يحاولون تعقب موقعها في الفضاء، ولم يعرف بوجودها على بعد عشرات الكيلومترات من الموقع المحدد أصلا، إلا بعد خمس ساعات على هبوطها، بحسب “فالنتينا”.
وتعد رحلة فوستوك-6 بقيادة “تيريشكوفا”، آخر مركبة فضائية مأهولة في برنامج فوستوك، الذي بدأ في 12 أبريل 1961 بالمركبة الفضائية فوستوك-1 التي حملت يوري غاغارين إلى الفضاء.