أمريكا تسعى لإخراج فاغنر من ليبيا تحت غطاء إجراء الإنتخابات
كتب أحمد أسامة
الإهتمام الأمريكي بالملف السياسي في ليبيا وإدعاءهم دعم المسار السياسي وإجراء الإنتخابات الرئاسية وفق ما يتماشى مع مطالب الشعب الليبي، مجرد غطاء لأجندة واشنطن الهدامة في ليبيا والرامية لفرض الوصاية والهيمنة على جميع ربوع البلاد ونهب ثروات الشعب من نفط وغاز طبيعي.
حيث أن تصريحات واشنطن الأخيرة ومبادرة المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باثيلي، والمدعومة من واشنطن بشكل واضح وصريح لم تتضمن أي خطط ومسارات يتم من خلالها إجراء الإنتخابات الرئاسية وفق مطالب الشعب الليبي، بل ركزت على محورين رئيسيين هما إيجاد آلية لإدارة عائدات النفط، وإخراج قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر من ليبيا.
أهداف واشنطن في ليبيا كشفتها عدد من المواقف، إذ نجد مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف خلال لقاءها مع عدد من الأطراف السياسية لم توضح خطط واشنطن لبسط الأمن والإستقرار في البلاد وإجراء الإنتخابات الرئاسية، لكنها كانت واضحة جداً حول ضرورة إخراج قوات فاغنر من البلاد.
وبعد أيام من زيارة باربارا إلى ليبيا، دعت السفارة الأمريكية في ليبيا إلى ضرورة طرد قوات فاغنر، على وجه الخصوص، من الأراضي الليبية ووصفتها بأنها منظمة إجرامية، مع العلم أن تواجد فاغنر في البلاد هو تنفيذ لمطالب شيوخ وكبار القبائل في تلك المناطق بالبقاء وحماية منشآت وحقول النفط التي كانت فيما مضى تتعرض لهجمات عديدة على يد المرتزقة والميليشيات التابعة للمنطقة الغربية والمدعومة من تركيا.
الجدير بالذكر أن قوات فاغنر الخاصة متواجدة في شرق وجنوب البلاد لحماية المنشآت والحقول النفطية التي كانت تتعرض بإستمرار لهجمات تخريبية من قِبل الميليشيات والجماعات المسلحة التابعة لتركيا والمتواجدة في المنطقة الغربية. وبفضل الحماية التي توفرها قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة إرتفع إنتاج النفط الليبي إلى مليون و200 برميل في اليوم.
من جهة أخرى، لكن من ضمن الطرق التي تتبعها واشنطن للإنفراد بليبيا وإخراج قوات فاغنر من البلاد هو ملف توحيد المؤسسة العسكرية، حيث ترعى واشنطن عن طريق المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باثيلي إجتماعات كان أولها في طرابلس بحضور قيادات عسكرية وأمنية بارزة من الشرق والغرب.
الكاتب الصحفي الليبي، حسين مفتاح، يرى ان إدعاء واشنطن سعيها لتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد بعيد كل البعد عن الأهداف الحقيقية لواشنطن في ليبيا. واضاف مفتاح أن إجتماع طرابلس الذي جمع قيادات عسكرية من شرق وغرب البلاد جاء نتيجةً للضغوط الدولية التي تمارسها الدول الكبرى،
خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما عقب زيارة مدير وكالة الإستخبارات الأمريكية مؤخراً، ولذلك فإن الغرض من ذلك كله، هو محاربة التواجد الروسي في ليبيا، والمتمثل في مجموعات شركة فاغنر العسكرية الخاصة