إيطاليا تسعى لتوطين المهاجرين في جنوب لبيا بدعم حكومة طرابلس
كتب أحمد أسامة
تسعى إيطاليا إلى تحويل الجنوب الليبي إلى مستعمرة تابعة لها لتحقيق أهداف عديدة من ضمنها تغيير الديموغرافية الليبية وتوطين المهاجرين غير الشرعيين
الذين جاؤوا إلى ليبيا بهدف العبور نحو أوروبا عن طريق قوارب الموت في مناطق الجنوب مستغلين أطماع رئيس حكومة الوحدة منتهية الشرعية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، للبقاء في السلطة.
حيث جاءت منظمة آرا باتشي الإيطالية بمشروع لتعزيز قطاع الزراعة والعمالة الزراعية في فزان بتمويل من وزارة الخارجية الإيطالية وبالتعاون مع المعهد الزراعي المتوسطي في باري. ويتضمن المشروع دمج السكان المحليين ومجتمعات المهاجرين في المنطقة
من خلال فتح مكاتب ومناطق مخصصة لتوفير الخدمات التعليمية والتدريب المهني ومشاريع مدرة للدخل وأخيراً تجنيس المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في ليبيا.
هذا المشروع الذي تم توقيعه بحضور عميد بلدية أوباري، أحمد ماتكو، ومدير مكتب الزراعة عبد القادر عبد المؤمن، قُوبل بالرفض كونه يحمل في طياته محاولة واضحة وصريحة لتغيير ديموغرافية المنطقة الجنوبية وتحقيق أطماع دول الغرب الرامية لتقسيم البلاد لأقاليم ذات حكومات منفصلة.
وقد كشفت التقارير أن إيطاليا تتعاون بشكل مباشر مع حكومة الوحدة الوطنية لتحقيق مكاسب لكلى الطرفين، فقد وقعت إيطاليا الإتفاقية بهدف تقليل عدد المهاجرين وطالبي اللجوء في بلدها، مقابل نيل حكومة الدبيبة الدعم الدولي ونهب الأموال المخصصة لتحسين مراكز الإحتجاز وإيداعها في حساباتهم الشخصية.
هذا ما كشفته صحيفة جلوباليست الإيطالية التي جاء في تقريرها أن ليبيا تحولت إلى مستنقع سياسي وتركت سكانها تحت رحمة طموحات وهيمنة اللاعبين الدوليين. حيث يعيش تجار البشر في قصور السلطة في ليبيا ويشاركون في الأعمال غير المشروعة مثل تجارة السلاح والمحروقات والمخدرات، وإيطاليا ومالطا وتركيا ودول الإتحاد الأوروبي يتحملون مسؤولية الإنتهاكات داخل مراكز الإحتجاز في ليبيا.
التقرير أوضح أن الأموال المقدمة من إيطاليا والإتحاد الأوروبي إلى ليبيا لا تؤدي إلى تعزيز حقوق الإنسان، فالمهاجرون يتعرضون للتعذيب والعنف الجنسي والإبتزاز، بالإضافة إلى معاناتهم من أمراض خطيرة بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة، وكل هذا يتم تحت إشراف الحكومة الليبية في طرابلس.
الخبير الإستراتيجي، احمد الصغير،
أشار الى أن إيطاليا وبعدما وقعت إتفاقية مشبوهة مع حكومة الوحدة في مجال الطاقة والنفط بقيمة 8 مليار دولار تحت بند تطوير حقلي غاز في البحر المتوسط، تبين لاحقاً أنه تم تخصيص جزء من المبلغ للشروع في بناء مستوطنات للمهاجرين في الجنوب الليبي.
الصغير أضاف أن إيطاليا وفقاً لخطتها الهدامة في ليبيا تنوي توطين 20 الف مهاجر في مخيمات فزان خلال العام الجاري، و40 الف آخرين خلال العام المقبل، وهو أمر مرفوض رفضاً تماماً.
وفي هذا السياق، طالب أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية، مصطفى الزايدي، من أهل الجنوب الدفاع عن أراضيهم، ونشر في تغريدة له على تويتر قائلاً: ” أيها الفزانيون دافعو عن أنفسكم في الجنوب الذي يغتصب سلماً، ويراد له أن يكون ملجأ وموطناً لمن لا تريدهم أوروبا في ديارها من المهاجرين الباحثين عن حياة افضل بعد ان نهبت أوروبا ثرواتهم”.