شعر

قصة قصيرة : العزباء بقلم القاصه حنان محمد

كتب حنان محمد 

العزباء كانت تسيرُ بينَ طرقاتِ السوبر ماركت لتتسوَّق، وفي أثناء سيرِها اصطدمتْ برجل كادَتْ أن تتطاولَ عليه بكلماتٍ غاضبة، نظرتْ إليه فخفقَ قلبُها بشدة،

وشعرتْ برجفةٍ في جسدِها وارتسمتْ علي وجهِها ملامحُ الدهشة، وقالتْ: أهلًا بصديقي القديم، فقال: مرحبًا بصديقتي القديمة. تبادلا السلام وسألتْه عن حالِه؟ أجابها: أنا بخير..

انقطعتِ عنا منذ زمن بعيد، اشتقتُ لصداقتِنا القديمة ولمسامرتِنا وأحاديثِنا سويًا، هذه بطاقتي.بها أرقامي وأيضًا عنوانُ عملي.
يجب أن أراكِ لنستعيدَ الذكرياتِ معًا ولأعرفَ أحوالِك. ثم ودعها مغادرًا المكان.

لم تستوعب ماحدث لها 

لم تستوعبْ ماحدث ، غرقت في حالةِ ذهول. أخذت الأشياءَ التي اشترتْها وخرجتْ، لتجلسَ في سيارتِها مستعدةً للإنطلاق بها.
راحتْ بأفكارِها إلي الماضي البعيد تستعيدُ ذكرياتِها

عندما التقت به أولَ مرةٍ في الجامعة، أعجبتْ به وأصبحا أصدقاءْ، ومع الوقتِ اقتربا منْ بعضهما، حتي أصبحَ قلبُها يدقُ بشغفٍ كلما رأته، فتخيلتْ أنه يشعرُ بهذا الشغف نحوها،

وهي في انتظارِ أن يصارحَها بمشاعرِهِ تجاهها، كانتْ تكتبُ له رسائلَ يومية، لمْ تبعثْها له ولكنها تركتها في الدرج لتزاحمَ أخواتِها.
اكتشفتْ فجأة أن رسائلَها اختفتْ منْ درجِ مكتبِها،

قرار بمصارحته بمشاعرها

فقررتْ أن تصارحَهُ بمشاعرِها، وعندما قابلتْهُ تبادلا السلام واستعدتْ لتلقي مشاعرَها بينَ أحضانِه، تفاجأتْ بيدهِ تمتدُ إليها ببطاقةِ دعوة، فسألتْه مندهشةً: ما هذا؟ قال: هذه دعوةُ زفافي.

تغيرتْ ملامحُ وجهَها بين الحزنِ والاندهاش، تلخبطتْ بداخلِها الأحاسيس، وأصابها الذهولُ والهلعُ والخوف، كأنَّ صاعقةً نزلتْ علي قلبِها، قرأت بطاقةَ الدعوة وفي خانة العروس كان اسم صديقتِها المقربة.

باركتْ له وغادرتْ وفي يدها بطاقةُ الدعوة، وعندما أصبحتْ وحدَها أطلقتْ آهةً موجعةً وهيَ تضعُ يدَها علي قلبِها، وانهمرتْ الدموعُ من مقلتيها وحدَّثتْ نفسها: صديقتي أخذتْ مني حبيبي، وهي تعلم كم أحبُّه.

كيف حدثَ هذا؟

تذكرتْ عندما زارتْها صديقتُها المقربة ليتسامرا، وتركتها وحدها في غرفتها وذهبتْ لتحضرَ مشروبًا، وبعد أن غادرتْها صديقتُها ذهبتْ هي لتكتب رسالتها اليومية،

وعندما وضعتها في درج المكتب لم تجد الرسائلَ القديمةَ التي كتبتْها من قبل، بحثتْ عنها في كل مكان في غرفتها ولم تجدْها، ظنت أن صديقتها أخذتهم، ثم استبعدتْ أن تخونَها.

أفاقت الآن وعرفتْ أينَ ذهبتْ رسائلها إلي يد من كذبت نفسي بشأنها.إلي من سرقتْ مني حبيبي، هل تقربتْ منه باستعمال رسائلي؟

هل بعثتها له بإمضائها هي؟

أفاقتْ من أفكارِها وهي مازالت تجلسُ في السيارة، حدثتْ نفسَها:
لماذا هذه الصدفة العجيبة الآن، ألكي أذكر خيانةَ صديقتي لي أم لتعيد لقلبي دقاتَه المفقودة؟
هل مازال متزوجًا منها للآن؟

هل أنجب منها أطفالًا؟

هل أذهب لرؤيته كما طلب وأحكي له ماحدث من الخائنة؟
أم أحكي فقط عن عمري الذي ضاع في حبه، ووحدة السنين، لعلي أستعيد حبي القديم؟
أو أنسي هذا اللقاء للأبد وأضع بطاقته مع الرسائل الجديدة فوق رفوف الذكريات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى