قصة(طوق النجاة) للكاتبة الاستاذة سهام أحمد.
كتب حنان محمد
طوق النجاة
نزل فادى مترجلا على سلالم الجامعة فرحا ولما لا فهذه السنة النهائية له فى كلية التجارة وقد نجح بجدارة وترتيبه الاول على دفعته
ركب سيارته وبسرعة البرق كان امام بيته واسرع ليخبر والداه اللذان لم يصدقا إنه الأول على دفعته أخذه أبوه فى حضنه ودار به فى فناء البيت وبكت امه من الفرحة فهو وحيدها ولم تنجب غيره
وقطته هزت ذيلها هى الاخرى فرحة لفرحة اهل الدار
وعده أبوه عندما يتخرج ويحصل على الإمتياز يسافر إلى أى بلد اوروبى
ولكنه فضل أن يذهب مع أصدقائه الذين تخرجوا معه فى الجامعة فى أى رحلة داخل بلده
والده لم يعجبه الإختيار لكنه رضخ لرغبة إبنه المتفوق
والد فادى كان حريصا فى تربيته لإبنه طوال هذه السنين من عمره إلى ان وصل للجامعةبإبعاده عن اصحاب السوء فالصاحب ساحب سواء للخير او للشر بالتحدث معه ومصادقته
فكانا يتجولان معا فى وقت الفراغ حتى يستشعر بوجوده دوما وأصدقاؤه المقربون الذين على طباعه وسلوكه يخرج معهم خروجات بريئه ليس فيها مايشين شباب مثلهم وشب على الخصال الحميدة التى يحبها الله فى عبده
لم تسعه الفرحة عندما وافق أبوه على رحلته إلى الساحل مع رفاقه فى الجامعة
أخذ معه لوازم سفره وودعه أبويه متمنين له سعه رحلة موفقة وسعيدة
هناك نزلوا جميعهم فى فندق على شاطئ البحر
ووضعوا أمتعتهم فى الغرف الخاصة بهم ونزلوا مسرعين إلى الشاطئ وإذا بهم أمام راقصين وراقصات من الشباب يتمايلون شمالا ويمينافى حفلة ماجنة على انغام الموسيقى فى وضح النهار
ويقدم فيها مشروبات محرمة وكذلك مخدرات بجميع أشكالها وأنواعها لاتقدم إلا فى الكابريهات والأماكن المشبوهة فعرف فادى أنهم فى الساحل الشرير الذى كان يسمع عنه دوما وينفرمن مجرد السماع عنه
وبدا له أن رفاقه ليست هى الرحلة الاولى لهم على الساحل الشرير
فادى لم يستطع أن يندمج معهم ولا حتى يجاملهم ورفض حتى الفرجة على هذا الوضع الشائن الذى لم يتعوده أبدا
فهو تربى على شئ والذى يشاهده
فهو تربى على شئ والذى يشاهده امام عينه شئى آخر
فجلس فى مكان بعيد عنهم وفضل أن يمرح بطريقته وإذا بخيال فتاة يظهر أمامه فالتفت
ولم يصدق مارأى فإذا بفتاه تحوم حوله وترقص كالفراشة وفى اقل من ثانية راى رفاقه يلتفون حوله ويضحكون ويهللون ومعهم كؤوس الخمرة يتناولونها واحدا تلو الآخر ويدعونه ليشرب معهم ويمرح مثلهم
لم يستوعب مارآه فهو جاء للٱستمتاع بالطبيعة الخلابة ويلقى بنفسه بين احضانها وليس فى احضان الرذيلة
حاولوا مع فادى ان يشاركهم هذه المتعة المحرمةبكل الطرق
فسحب نفسه دون أن يشعر به أصدقائه السكارى إلى البحر حبيبه المفضل ليرتمى فى أحضانه ويسبح فيه فهو عاشق للسباحة متيم بها وأخذ يتقدم داخل البحر مسحورا بجماله متناسيا لما شاهده فسبح بعيدا حتى تجاوز علامات الخطر دون أن يدرى
وعلت الامواج سريعا وكاد يغرق
لولا أن رآه أحد حراس الشاطئ فتوجه اليه مسرعا بلنش سريع وتداركه فى اللحظة الاخيرة بطوق النجاة
فأمسك به وسحبه نحو اللنش وأخده للشاطئ وفى لحظات تنبه الجميع
وكان الكل واقفا وخائفا عليه
حارس الشاطئ حاول إنقاذه فوضع يده على جبينه واليد الاخرى أسفل ذقنه ورفع راسه ببطئ ليكون فى وضعية التنفس ونفخ فى فمه أكثر من مره حتى إستعاد وعيه
وأخذه رفاقه داخل الفندق بعد تدفئته بالملابس المتاحة ومن ثم إلى غرفته وعندما آفاق من الصدمة طلب منهم المغادرة وشكرهم عما فعلوه معه واستسلم لنوم عميق
وفى فجراليوم الثانى فادى عقد العزم أن يرجع إلى بيته فى القاهرة ولم يخبر أحد بعودته ودفع حساب الفندق وخرج مسرعا وأخذ سيارته دون ان يشعر به أحدا
وهو فى الطريق اراد تسلية نفسه الحائرة فيما حدث الليلة الماضية وأدار زر المذياع على بعض الاغانى الهادئة ثم عبث بذر المذياع مرة اخرى وإذا بصوت عذب يتلو آيات من القرآن الكريم (وياقوم مالى أدعوكم إلى النجاة وتدعوننى إلى النار)