قصة قصيرة(مشاعر) للكاتب محمد محمود غدية.
كتب حنان محمد
مشاعر
تجمعهما الجيرة، والسلم فى الصعود والهبوط، وفى الأسانسير، بينهما بعض ود وإستلطاف، وعشرات الممنوعات لإستمرار الميل لكليهما، بينها الحب، أول الممنوعات،
هناك فروق عمرية، هى أربعينية وهو فى خريف العمر إلا قليلا، ولا يخفى ذلك، ويحترم هذا الإختلاف، لا تتوقف بينهما كيمياء التفاهم والإحترام،
والمشورة والفكاهة اللطيفة البريئة، المغلفة بورق سلوفان، رقيقة ومهذبة مقبولة للطرفين، غير مرفوضة، وغير مرتبة، تأتى بغتة نعم، مهذبة أيضا نعم،
رسائل يرسلها على الفيس
فى كثير من الأحيان، يرسل لها على الفيس أغنية فيروزية، إحنا والقمر جيران، تضحك لطرفة الرسالة، لاتدع الهواجس تمسك بكم، ليس هذا حب، هى دعابة مقبولة مستحبة،
لاتتعدى سوى مسامرات خفيفة، لاتخدش ولا تجرح أحد، هل يمكن تسميتها بمقذوف سعادة، يطلقه كل منهما للآخر، يمنح البهجة لبعض الوقت، هناك من يرفضه نعم،
حاولت أن أرصد هذه العلاقة وأضع لها مسمى، مثل إخوة هى ليست كذلك،
الاخ مفروض لااختيار لنا فيه
لأن الأخ مفروض، لا إختيار لنا فيه، مابينهما أكثر من الإخوة وأرقى، صداقة مثلا لا لأن الصداقة قنطرة موصلة للحب، أو توشك أن تنطق بالحب بعد وقت، أو هى حطب الليالى الثلجية، هى مزيج من كل هذا
الفيض والكرم العفيف، المشفوع
بالإحترام، والخوف من جرح مشاعر الآخر، الغريب أنهما جربا التوقف عن بث مقذوف السعادة ففشلا وعادوا ثانية، إجتهدت كثيرا، لكشف ستر تلك المشاعر المتوثبة والمحلقة فى فضاءات رحبة طيبة، لاتحمل غير الخير للآخر، فلم أفلح،
أستأذنكم فى الإنصراف، فقد قرر أحدهما التوقف، موليا وجهه شطر القراءة والكتابة، قد تساعد فى بناء جدار زجاجى عازل بينهما لبعض الوقت، مايلبث أن يفشل فى زحزحة المشاعر النبيلة بينهما.