كتب حنان محمد
خذوا مدنيتكم الزائفة .. واتركونا نعيش :
… وما الفائدة التي جلبتها المدنية للبشر .. إذا كانت ظلمة الروح تخيم على أفئدتهم .. فهم يعيشون ، ويترفون ، ويأكلون كالأنعام .. ويتشدقون كثيراً بحقوق الإنسان .. وينالون الشهادات العلمية ، الصحيحة منها ، والمغشوشة .. ويعقدون المؤتمرات على مرأي ومسمع من كاميرات التصوير ، ووسائل الإعلام الزائفة .. وهم يتقمصون الزيف ، والمظاهر الفارغة ، ويرتدون الأقنعة ، كما يرتدون أحذيتهم ، أو كما يغسلون وجوههم .. لكل يوم ، ولكل مناسبة قناع …
… إنهم يتحدثون كثيراً عن حقوق الإنسان ، كما يتحدثون بلا خجل ، ولا خشية ، عن الحق ، والعدل ، والرحمة ، والمساواة .. ثم يطأون ما يقولونه بأقدامهم ، قبل مغادرتهم مكانهم .. إنهم يكذبون ، وهم يعلمون أننا نعلم أنهم يكذبون .. ويستمرون في الكذب حتى الثمالة .. لأنهم فى الحقيقة ، يكرهون الحق ، والعدل ، والرحمة التي هى منهم براء …
… خذوا مدنيتكم ، فهي تخفي وراءها أشباح غد مكفهر ، غدار .. خذوا مدنيتكم الزائفة ، واتركوا لنا البساطة ، والقناعة ، والسعادة
… دعونا نحب الحياة ، ولا نكرهها .. دعونا نحلم بالغد ، ولا نبتئس لذكره .. دعونا نعيش فى سلام .. فبئست هي مدنيتكم ؛؛