شعر

قصة قصيرة (سوء ظن) للكاتبة والإعلامية حنان محمد.

كتب حنان محمد 

 

سوء ظن
كان الجو حارًا والسائق مرهقًا، وبعد اكتمال السيارة بالركاب تحرك السائق وهو يتصبب عرقًا. فلاحظ ولدًا وبنتًا يجلسان على المقعد الخلفي، يتلامسان، الولد كان يضع زراعه قرب كتفها، فراح يحدث نفسه: ماذا يفعلان؟
لماذا يقتربان هكذا من بعضهما البعض؟
هل يفعلان شيئًا خاطئًا؟
ماذا يجب أن أفعل؟
هل أذهب إليهم وأعنفهما؟
أو أنزلهما من السيارة وأكمل الطريق بأجرة ناقصة. وفجأة اصطدم بسيارة ملاكي خرجت أمامه من شارع جانبي، وقف بالسيارة علي جانب الطريق ونزل يطمئن علي ركاب السيارة الملاكي فوجد إنهم بخير، ولكن انكسر الفانوس الخلفي للسيارة الملاكي وكذلك الأمامي لسيارة السائق الأجرة ، فاعتذر لصاحب السيارة الملاكي وطلب أن يدفع ثمن الفانوس، لكن الرجل لم يوافق وتركه، وغادر بسيارته بعد أن شكر السائق علي ذوقه معه وهو المخطئ، وحام حول السيارة، ليطمئن عليها وعلي ركابه، واقترب من النافذة المجاورة للولد والفتاة ونظر نحوهما، رآهما يشاهدان فيلمًا في هاتف أحدهما، فأرتخت ملامح وجهه وبلع ريقه، وهمس لنفسه: الحمد لله. ذهب وفتح باب السيارة وأخذ مقعده أمام طارة القيادة، وإنطلق بالسيارة في صمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى