شعر

مقال في ذكرى العملاق العقاد للمفكر والدكتور أمان قحيف.

كتب حنان محمد 

 

عباس محمود العقاد
كم كان العقاد عظيمًا عندما جعل ” التفكير فريضة إسلامية ” .. ونعتقد أننا لا نبالغ إذا قلنا : لم تنجب الأمة العربية خلال القرن العشرين عبقرية بحجم عبقرية العقاد ..

إن هذا العبقري هو خير من دافع عن العروبة والإسلام في عصر كان المد الشيوعي على أشده في مختلف جنبات العالم .

لقد كتب العقاد ” حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ” لينتهي إلى أن الإسلام دين السماء الخالد ، ولينتهى أيضًا إلى أن كل ما قاله المرجفون في حق الدين الحنيف ما هي إلا أباطيل لا وزن لها يُذكر عندما توضع في ميزان العقل وميزان الفكر المستنير .

وكتب العقاد كتابًا آخر جعله بعنوان ” ما يقال عن الإسلام “

وفيه جمع مفكرنا كثيرًا مما قيل عن الإسلام خلال القرن العشرين سواء في الشرق أم في الغرب ..

وناقش هذه الأطروحات مناقشة عقلية تقوم على أسس معرفية رصينة لينتهي إلى تهافت ما يقوله المغرضون ، وإلى سذاجة ما يدعيه ناقصو الفهم ، والفكر ، والوعي ، بأصول الإسلام الحنيف .

وفي كتاباته عن ” الشيوعية من خلال العديد من مؤلفاته مثل ” في بيتي ” ، ” أفيون الشعوب والمذاهب الهدامة ” ، و ” الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام ” .

في هذه المؤلفات وغيرها

كشف العقاد النقاب بعبقرية نادرة عن أن الشيوعية – كمنهاج حياة مجتمعية – تحمل في طياتها عوامل فنائها وأسباب اندحارها .

وفي سلسلة العبقريات ” عبقرية محمد ” ، ” عبقرية الصديق ” ، عبقرية عمر ” ، ” عبقرية الإمام ” ، ” عبقرية خالد ” .. كشف العقاد النقاب عن عظمة شخصية الرسول ، وسطر بأحرف من نور ، وبأفكار شديدة العمق براهين تبرهن وأدلة تثبت نبوة نبينا – صلى الله عليه وسلم – وعظمة صحابته الكرام .

وكتب العقاد عن فلاسفة مسلمين أمثال ” ابن سينا ” ، ” ابن رشد ” .. ومن الغربيين كتب في غير موضع عن ” ماركس ” ، و” برتراند رسل ” ، و” سيجموند فرويد ” ، و” جان بول سارتر ” … وغيرهم كثير .

ومن شاء التعرف على المزيد من كتاباته

عن فلاسفة الغرب فليراجع كتابه ” عقائد المفكرين في القرن العشرين ” .. هذا الكتاب الذي يعد مرجعًا مهمًا لمن أراد أن يكتب عن العديد من مفكري الغرب في القرن العشرين .

ناهيك عن كتاباته عن حياته الخاصة ورحلته الذاتية بين الكتب والناس ، مثل كتاب ” حياة قلم ” ، و كتاب ” بين الكتب والناس ” ، وكتاب ” أنا ” الذي هو عبارة عن مجموعة مقالات تتعلق بحياته

كان قد نشرها هنا وهناك وجمعها بعض مريديه وطبعوها تحت هذا العنوان ” أنا ” .. و هناك كتابه ” يسألونك ” وهو الكتاب الذي يحتوي على آراء العقاد في القضايا التي كان العديد من الناس يتواصلون معه لمعرفة رأيه فيها وتصوره لها .

ويأتي كتابه ” مجمع الأحياء “

متضمنًا لكثير من فلسفته ورؤاه على لسان بعض المخلوقات .. أما كتاب ” أثر العرب على الحضارة الأوربية ”

فهو من أفضل ما كُتب في هذا الموضوع لدقته ومتانة منهجه .. ونقف منبهرين أمام عظمة ما طرحه العقاد في كتابه ” اللغة الشاعرة ” حيث ينكشف لنا العقاد فيلسوف اللغة ، كما هو فيلسوف الحرية ، وفيلسوف الجمال .

وتبدو جسارة العقاد أكثر وضوحًا عندما يكتب كتابه ” هتلر في الميزان ” في وقت كان كل مَن يذكر اسم هتلر – مجرد ذكر – يلتفت يمنة ويسرة خوفًا من بطش أعوان هتلر ومشايعيه .

هذا عن العقاد المفكر والفيلسوف

أما عن العقاد الأديب فلواء الشعر ظل يئن إلى أن حمله العقاد بتأييد من طه حسين ورفاق عصره ،

وعن روايته ” سارة ” التي تدخل في إطار السيرة الذاتية نكتشف العقاد الروائي غير أنه لم يعتن بهذا المجال لإيمانه بأن بيتًا واحدًا من الشعر يمكن أن يغني عما تقوله رواية من خمسمائة صفحة .. وهذا رأيه وإن كنا نختلف معه في ذلك .

ويتجلى العقاد الناقد في أظهر صوره في نقده لشوقي ، وتجديده للشعر ، وتأسيسه بل زعامته لمدرسة الديوان مع صديقيه المازني وعبد الرحمن شكري . ويتجلى العقاد الناقد أيضًا في كتابه ” مطالعات في الكتب والحياة ” ، وكتاب ” اليوميات ” بأجزائه المتعددة .

ونؤكد أن ماكتبناه هنا ليس أكثر من نذر

يسير يختزل فيضًا كثيرًا يحتويه العالم الإبداعي لعملاق أدبنا ورمز فكرنا الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد .. ولا شك أن المجال يضيق عن الكتابة المستفيضة حول عبقري ثقافتنا المعاصرة الأكبر .. رحمه الله وأثابه خيرًا عن ديننا وحضارتنا وثقافتنا ولغتنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى