قصيدة (حين تموت القصائد) للشاعر محمد محمود غدية.
كتب حنان محمد
حين تموت القصائد
سمراء مغوية، تفيض أنوثة، جمالها باهر، تشبه ربات الجمال عند الإغريق، لامعة العينين، تشف نظراتها عن رقة وطيبة، راسخة القدم، لينة العود، يرتفع رأسها فى ثقة ورفعة، امرأة تختصر النساء رقة وعذوبة، تتغلغل فى ثنايا الروح، لا تستطيع نساء المعمورة حذف بهجتها، هى جديدة فى العمل، لم يسبق للشاعر رؤيتها، فى باص العمل من قبل، تسافر عيونه فى ملامحها، ثمة أشياء نشعر بها، ونعجز عن الإفصاح بها، تجرأ وكتب لها رسالة قال فيها :
أنه شاعر مغمور، لديه قلب فارغ، وعقل مزدحم بكراكيب الحياة، ونافذة تطل على الدنيا، وبعض حلم لم يكتمل، وزهرة يانعة تفيض رقة وجمالا، تحمل رسالات شوق
لا ينضب، ترى لو هذا
الشاعر كتب فيك قصيدة وطلب منك سماعها، هل توافقين ؟
مشاعره صادقة ليس بها غموض أو ضباب، يحلم بالحب،
مازال لديه فى القلب قصيدة، لم تنطق بها شفتاه، فهل تأذنين له بكتابتها ؟ برجاء لا تلقي برسالتي، إن لم تصادف هوى عندك فى سلة المهملات، لأن بها بعض أحاسيسي التى أحترمها وشكرا،
لم ينم حتى رحلة الباص فى اليوم التالي، وجدها تحجز له مقعدا جوارها، إبتسامتها بمثابة المطر، الذي يسقي جفاف الزهر، يرجوها أن تضحك أكثر، فوجهها رغم نضارته، يضيء الكون بابتسامتها، الحب يحيينا ويجملنا، نحيا به وله، يغير الأشياء ويبقى وحده لا يتغير، فجأة راحت دموعها تأخذ مسار الحسرة، هابطة على باحة وجهها، المنقبض السمات قائلة : أنها حين تقدمت للعمل كان هناك بند فى مصوغات التعيين، أن لا تكون الأنثى متزوجة، ولحاجتها الملحة للعمل، أخفت زواجها الذي لا تخفيه عنه الآن .