لم يبق مِني لم يبق مِني إلا آهاتٌ لمُتَّسِعٍ..
والعُـمـرُ مِني أوجاعٌ وأوهامُ
لم ينج مني إلا منتهَى صوتٍ..
القصدُ منه إسمـاعٌ وإعـلامُ
تصنعتُ الجهالةَ كى أكونَ بهيجًا..
فالجهـلُ أحيانًا سـترٌ وأحـلامُ
الحبُّ موتٌ حين الشعرُ نفقـدُه..
والشعـرُ وصفٌ للجروح عـلَّامُ
قد بات الصمتُ مُـنتهَـى أملي..
والصمتُ للموتَى تعجيزٌ وإعدامُ
ذبحُ الكـريمِ للإنسـانِ مهــانةٌ..
والسكوتُ عليه مذلةٌ وإفحـامُ
كم مات من ذلِّ الكريمِ نباتٌ..
وماتأثر به إنسـانٌ ولا صـوَّامُ
كم كنت أتحاشَى اللئيمَ يسبُّني..
والبعـدُ عن اللئيم رَوْحٌ وأنسَامُ
صاحبتُ نفسي لمَّا فقدتُ مثيلَها..
والكلُّ يرقـصُ للهـوَى بسَّــام
واعَدتُ نفسي كى أشمَّ رحيقَـهـا..
والعشقُ أوفَى لسجيَّتي وعِصامُ
ولستُ أدري لمن العتابُ أزفُّه..
واللـومُ مني هـالِكٌ غَـمَّـــامُ
ياسكينةَ النفسِ يامنتهَى أمَلي..
لاشـك أنتِ الـمُـنًـى وسـلامُ
لابارك الـلـهُ فـي الورَى أبدًا..
من حاربَ الفضلَ خَصمٌ وخصَّامُ
كم كان وعدي بالكتابة مُمطِرًا..
لكـنّني من ألـم الجـفــا دمَّـامُ
الشعـرُ من صمتِ الحروفِ يسبُّني..
ويجُرُّني إلى وجعِ الحيا ضِرغامُ
والدمعُ من وجـعِ القلوبِ عَصِـىٌّ..
لم يبق له من قِـلَّةٍ خُــــدَّامُ
ياوعدُ يامَكذوبُ كم ضيعتني..
كما ضيع الهجـرُ للعادياتِ لجام
كم ضيع الحبَّ أقزامٌ مُخنَّثةٌ..
كم ضيع القلبَ أحـزانٌ وآلامُ.