قصيدة (عذرا امرأ القيس) للشاعر علي أحمد.
كتب حنان محمد
عذرا امرأ القيس
ما زلتُ أبهرُ كلَّ من عرَفوني
وأرىٰ جميعَ أُولي المحبةِ دوني
أمشي على بُسُط الحياة منعما
فالعشق بحري والغرام سفيني
ألهو مع البيض العذارى مثلما
فعل ابن كندة في حِسان العِينِ
حتى ظننتُ بأنني لست الذي
قصدوا بوصف الشاعر المليوني
لا شك هذا القول ليس يخصني
لكنهم بحديثهم أغروني
فأخذتُ أسمع ما يذاع كأنني
غيري تسمَٓع عن حديث فنوني
أرنو إليَّ فلا أرى ما يدًَعون
وما يقال بخفة و جنونِ
وصفوا فؤادًا لا أراه بأضلُعي
فكأنهُ موميا بِلا تَكفينِ
لم أستطع إدراك ما رسموه عن
رُوحي التي أضنت وعن تكويني
هم يَلمَحون تبسُّمي بين الورىٰ
قد غاب دمعي عنهمُ وأنيني
هم يرسمون لشاعرٍ بحروفه
يشدو علىٰ الأنغام والتلحينِ
هو ينسج الألحانَ حرَّاً هائمًا
ويصوغ وجهَ الكون بالتزيينِ
لم يُلقِ بالًا للحياة و أهلها
من يرتوي بالعشق والتدوينِ
هذا الذي عرَفوه.. ويلي هل أنا ؟
لم يعلموا ما يختفي بظنوني
كلٌ يراني حيثُ شاء خيالُه
أو زاره في نومه مكنوني
أوَ لم يروا قلبا تمزَّق في الحشا؟
يُكوَىٰ على جمر الهوىٰ المأفونِ
أولم يروا عقلًا يضَجُّ من الذي
يَجنيه من فكرٍ لأهل الصينِ
أوَ لم يروا نفسًا تطاول همَّها
وتعاظمت في عالَمٍ مرهونِ
أوَ لم يروا رُوحًا تحلِّق في السما
تعلو على درَك الخنا الملعونِ
ترنو إلى أفق المودةِ والرضا
والعدل والإخلاصِ دون ضنينِ
أهفو إلى دنيا بغير جريرةٍ
كالجنة العلياءِ يومَ الدينِ.