المسرح هيحطك في حجمك الحقيقي كموهبة متدربة جادة جدا و روحها مليانة و مكتملة
المسرح بيعترف بالموهبة المثقفة .. الواعية و الصادقة و المتصلة بأبعاد غير مرئية و قادرة على جمع كل الطاقة اللى فى مكان و تحويلها إلى طاقة الممثل و الشخصية بسلاسة شديدة أو لاء .
المسرح كمان مش حنجرة و لا صوت و لا جعير … دى الخيبة هى اللى كدة .
المسرح هو أعمق رحلة تدريب لصنع الممثل و البنى ادم اللى قادر بمنتهى الواقعية و الطبيعية إيصال مشاعر و طاقة الشخصية لأخر حد فى الصالة بمنتهى السلاسة و البساطة و كأنها بدون مجهود .
و اللى غاوى تمثيل من غير إيمانه بالرحلة دى .. يتوه و يكره الفراغ المسرحى لانه واسع و كاشف و مش بيتك المحندق اللى على قد طاقتك .
الخشبة هتقولك و تهمس فى ودنك : انت لم تقدم اى قرابين او تضحيات من روحك ووقتك و مجهودك علشان تستاهل وجودك عليا .. علشان تفهمنى ، لازم تفهم و تحس و تستشعر تبقى ازاى فى افضل حالاتك فنيا و إنسانيا و أخلاقيا عليا .. ازاى ؟؟ و ازاى تخلى روحك شفافة و متقدة .
المسرح هيقولك : انت مين يا بنى ؟ ايه العبط ده ؟ انت فاكر نفسك فين ؟ المسرح مستحيل لا تصيع عليه و لا تنصب عليه و لا تلوى دراعه .. مستحيل .. المسرح جهاز x-ray شديد الدقة .
المسرح مافيهوش مساحة انك تبقى مش حاسس أو مش فاهم أو مش قادر لإنه طاقة مباشرة بلا وسيط مع الجمهور .
ممثل المسرح الحقيقى هو وجدان حى متقد من أطراف شعر رأسه لأطراف اصابع قدميه ، الممثل الحقيقى هو الأقرب لحيوانات الغابات صاحبة كل أدوات استشعارها الحية و الحادة لا تمتلك رفاهية أن تغفل أو تتكاسل أو تغلق حواسها و لو لحظة .. لو كسلان .. تتاكل .. تموت !!
الممثل المسرحى مش كلام و لا حوار ، هو طاقة موهبة و تدريب و روحانيات و ثقافة و وعى بالذات و بالوسيط الفنى اللى هو عليه .
الممثل طاقة قادرة على الإرسال بقوة و الاستقبال بعمق .. حتى صمت المسرح هو صمت مفعم بالمعنى و العمق و الدلالات … المسرح لا يقبل الطاقات البليدة .
لما الخشبة ترفضك اكتر من مرة يبقى المشكلة مش فى الخشبة ..
لما المسرح يرفضك .. بلاش مقاوحة .. علشان عمرك ما هتعرف تصغر المسرح على مقاس روحك و قدراتك و تخليه يجاملك ، المسرح ماعندوش الحسابات دى .. هيبلعك و مش هيحبك .
لكن لو بتحب المسرح ؟ روح اتدرب و أفهمه و احترمه و اعرف حجمك فيه و بعدها ترجع له و انت مقرب شوية من قيمته .
و يا نجم ابقى سيب الإيجو و الألقاب المكتسبة على الباب .
ملهمش لازمه على الخشبة .
فى المسرح … تواضع و تعلم .
و اخيرا … مقولة طلع فلان على المسرح .
بتتقال للناس علشان تعرف معدنهم أو قيمتهم أو تمامهم .
المقولة دى اللى بنقولها فى الحياة فى مواقف كتير … مش من فراغ … لان ما فيش حاجه هتكشف حقيقتهم زى المسرح.
تابعونا على صفحة الفيس بوك.