ثقافة

قصة قصيرة “جبن قطة”

كتب: حنان محمد

جبن قطة
كانت تقف في مطبخها لطبخ الطعام، وإذا بها تسمع صوت قطة تموء بمواء لا ينقطع، تركت الطعام وذهبت لتستمع من أين يأتي صوت القطة؟ فلم تجدها في أي مكان قريب من منزلها، وعندما فتحت بلكونة شقتها لنشر الغسيل وجدتها، كانت القطة تقف علي سطح البيت المقابل لمنزلها، تقف علي الحافة تميل برأسها إلي الأسفل فتخاف وتعود للوراء، ثم تذهب للجانب الآخر الذي يطل علي داخل المنزل تنظر وتعود إلي الوراء أيضًا، كان جانب هذا المنزل بدون سلم للسطح، والقطة جبانة خائفة من النط، كانت المرأة في حيرة ماذا تفعل لتنقذها؟ فهي علي هذا الوضع طوال اليوم، طلبت المرأة من ابن أختها المساعدة من الجانب الآخر داخل المنزل، ولكن دون جدوى. جبنت القطة أن تقفز جلبت المرأة لوح خشبي مدت به من السور إلي السطح وحاولت أن تجذب القطة إليه لتتسلقه، لكن القطة وقفت أمامها وجبنت أن تطأه، فتركته كما هو وأتت بلوح آخر أعطته لأخيها، وطلبت منه الصعود علي السطح لجلب القطة، ولكنها مازالت جبانة. خافت فدخلت بين الحطام المتراكم علي السطح لتختبيء، ولم يعرف أن يخرجها، فطلبت منه النزول ليقوم بتثبيت اللوح الخشبي جيدًا، فلعل القطة تتخلي عن جبنها وتخطو علي أي لوح منهما ليكون لها طوق نجاة، ثم رمت لها ببعض الطعام ليعوضها عن جوع اليوم، وترجت الله أن يضع بداخل هذه القطة الصغيرة المسكينة الجرأة لتخطو على اللوح الخشبي لتنجو، وطلبت من أخيها أن يضع لها الماء، وبعد عدة أيام من إطعامها، رأت قطة سوداء تضربها وتأكل أكلها، وفي يوم تشجعت القطة وخرجت من الإختباء ودخلت في معركة قوية مع القطة السوداء، لكن القطة السوداء كانت أكبر وأشرس فرمت بها من علي سطح البيت إلي الشارع، وبما أن القطط بسبعة أرواح فلقد نجت القطة من السقطة وصارت تنظر حولها لا تدري أين تذهب، وفجأة تذكرت المرأة التي تقذف لها الطعام كل يوم، دخلت منزلها وصعدت السلم إلي باب شقتها وأثناء خروج المرأة وجدت القطة أمامها، نظرت لها القطة بحب وأصبحت تلف وتدور حول أقدامها وتحك خديها ورأسها بأرجلها كأنها وجدت أمانها وسكنها الجديد.

تابعونا علي صفحة الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى