تتواجد اضطرابات نادرة يصعب على الكثيرين تصديقها أو فهمها في عالم الأمراض النفسية ، ومن بينها متلازمة كوتار أو متلازمة الجثة المتحركة, وهذه المتلازمة تشكل تحديًا كبيرًا للطب النفسي حيث انها تبدو غير قابلة للتصديق.
ما هي متلازمة كوتار؟
متلازمة كوتار هي اضطراب نفسي نادر يتميز بأوهام قوية يعتقد فيها الشخص أنه ميت، أو أنه فقد أعضاءه، أو أن دمه وأجزاء من جسده لم تعد موجودة. يعود هذا الاسم إلى جولز كوتار، الطبيب النفسي الفرنسي الذي وصف هذه الحالة لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، حين اكتشف حالة لمريضة كانت تعتقد أنها فقدت كل أجزاء جسدها وأنها لا تحتاج إلى الطعام لأنها ميتة.
أعراض متلازمة كوتار
وهم الموت: الشعور بأن الشخص ميت جسديًا.
إنكار الجسد: الاعتقاد بأن أعضاء الجسم غير موجودة.
العزلة النفسية والاجتماعية: يتجنب المرضى التفاعل مع الآخرين.
فقدان الشهية: بعض المرضى يتوقفون عن الأكل أو الشرب لاعتقادهم أنهم لا يحتاجون إلى الطعام.
الحالة الشهيرة”مادوموازيل X “
في واحدة من أولى الحالات الموثقة لمتلازمة كوتار، كان الطبيب النفسي الفرنسي جولز كوتار يدرس حالة امرأة أطلق عليها اسم “مادوموازيل X”. كانت تعتقد أنها ميتة وأن جسدها فقد أجزاءه الحيوية. رفضت الأكل والشرب، معتقدة أن جسدها لم يعد بحاجة إلى أي مواد غذائية لأنها ميتة بالفعل. توفيت في النهاية نتيجة سوء التغذية، مما ألقى الضوء على خطورة هذه المتلازمة.
علاج متلازمة كوتار
لا يوجد علاج محدد لمتلازمة كوتار, ولكن يعتمد العلاج على معالجة الأسباب الجذرية للأوهام مثل الأكتئاب و الذهان.
• العلاج الدوائي
مضادات الاكتئاب: تُستخدم لعلاج حالات الاكتئاب المرتبطة بالمتلازمة.
مضادات الذهان: تساعد على تقليل الأفكار الوهمية.
• العلاج النفسي
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعد من أكثر العلاجات فعالية، حيث يساعد المريض على مواجهة الأوهام وفهم الواقع.
العلاج الجماعي: دعم المريض في مجموعة قد يخفف من الشعور بالعزلة.
• العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)
في بعض الحالات الشديدة، يُستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية، والذي أثبت فعاليته في علاج الاكتئاب العميق المرتبط بمتلازمة كوتار. يستخدم هذا العلاج عادة عندما لا تحقق الأدوية النتائج المرجوة.
يظل البحث مستمرًا لفهم متلازمة كوتار بشكل أعمق وتطوير طرق علاج أكثر فعالية. مع تقدم العلوم العصبية، قد تحمل السنوات المقبلة حلولاً جديدة لهذه الحالة النادرة, وعلى الرغم من ندرة متلازمة كوتار، إلا أن آثارها المدمرة تجعل من الضروري فهمها بشكل أكبر والعمل على تطوير العلاجات المناسبة. الدعم الطبي والنفسي المتكامل قد يكون المفتاح لتحسين حياة المرضى المصابين.
تابعونا على صفحة الفيس بوك