الأوراق الرابحة هي ما يبحث عنه دهاة الساسة للعب بها مع الحلفاء قبل الأعداء، لتحقيق مكاسب، بعض الدول والقوى السياسية من الأفضل لهم، وللقوى العظمى أن يفضلوا مبدأ عدم الإنحياز فى أدوار الوساطة عند الأزمات والزج بهم لتصفية الأجواء.
لكن المثير للدهشة أن يقوم عضو من النيتو بالسعي للإنضمام في تحالف يعد الغريم الوليد والعدو المنتظر للحلف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، ومعظم دول الإتحاد الأوربي الذي فشلت تركيا حتى الان في الإنضمام إليه.
أردوغان يسعى لزيادة الإستثمارات التركية بمحاولة الإنضمام للبريكس لعبور الازمة الإقتصادية التي تمر بها بلاده شأنها شأن العديد من دول العالم التي تعاني أزمة مالية.
وعلى شفى الوقوع في ركود إقتصادي؛ مجموعة البيركيس التي تضم الغريم القديم للولايات المتحدة وهو الدب الروسي يقف إلى جانبه التنين الصيني الذي تسلل بنعومة حتى احتل الشرق الأوسط إقتصاديا.
إذ تعد الصادرات الصينية للشرق هل الأكثر والأقوى، كما تحاول ايران أن تجد لها دورا في طليعة الصفوف على إعتبار أنها قوة نووية ناشئة تريد أن تثبت للولايات المتحدة أنها كبرت ولم تعد تصلح لدور التابع.
الشيطان الأمريكي استطاع أن يستدرج روسيا في حرب إستنزاف طويلة في الأراضي الأوكرانية فتح فيها الغرب كافة خزائنه لزلينسكي مقابل إنهاك الدب الروسي قدر الإمكان والقضاء عليه متى تثنى له هذا.
أما الصين فتحاول الحفاظ على ثباتها النفسي والسيطرة على رغبتها في ابتلاع تايوان، أما كسرى الفرس فقد حاول أن يغرد خارج السرب و يغضب طفل أمريكا المدلل.
فما كان منها إلا أن كشرت عن أنيابها، وتركت نتنياهو يعيث في الأرض فسادا ويجري خلف أنياب إيران في دول المنطقة يحاول إقتلاعها واحدا تلو الاخر.
بعد أن استخدمتهم لإثارة غضبه بادعاء تحرير الأقصى فلا هي حررته ولا تركته على حاله، ولا يهم مئات الالاف من المدنيين الذين يزهق نتنياهو أرواحهم أو يشردهم أو يتركهم خلفه مشوهين، وهو مستمر في لعبة الحفاظ على كرسي الحكم.
القارئ للمشهد يجد نفسه أمام عدة سيناريوهات:
الأول: إن إنضمام تركيا للبريكس جاء بإيعاز من العم سام حتى يزرع أحد عيونه في المجموعة.
الثاني: أن تحاول تركيا إمتصاص اللهجة العدائية في المجموعة تجاه الغرب.
الثالث: وجود تركيا في المجموعة قد يحول دون تحويلها من مجرد مجموعة اقتصادية غير غربية إلى تحالف له جناح عسكري يحمي مصالحه قد يدخل في صدام مع النيتو ويصبح غريم له كما كان حلف وارسو من قبل.
وبناء عليه تركت الولايات المتحدة السلطان العثماني يسافر الى تتارستان لحضور اجتماع مجموعة البيركس في الوقت الذي تركت له رسالة عنيفة من خلال تفجير أنقرة في الوقت الذي يحضر في الإجتماع مفاد الرسالة حذار أن تخرج عن الدور المرسوم.
او أن تغرد خارج السرب سوف نقلب البلد رأسا على عقب وقد نطيح بك إذا لزم الأمر.
وجود تحالف عسكري لمجموعة البيركس يعلم من يعرف ألف باء سياسة أنه سيضع تركيا في ورطة حال تم دعوتها للانضمام الرسمي، ووافقت وهذا ما قد يقوم به الدب الروسي على وجه الخصوص نكاية في العم سام.
وسوف تدعمه إيران إنتقاما لما تلقته من ضربات في الفترة الأخيرة، أما التنين الصيني فهو مازال يريد أن يبدوا اليفا دون أنياب ولا يريد الصدام مع الولايات المتحدة، ويشغل نفسه بعينه التي يضعها على تايوان.
الورطة التي ستجد تركيا نفسها فيها اذا انضمت للبيركس، ووجدت لنفسها دورا محوريا وحققت انتعاشا اقتصاديا هل ستستمر عضوا في النيتو أم سوف تنضم للتحالف العسكري المنتظر.
ولعل هذا ما فكرت به الولايات المتحدة، وهي ترسل برسالتها لأنقرة.
يبدو أن العام الجديد سوف يحمل مفاجآت قد تطيح بسلطان أو تذبح شاة ما علينا سوى الإنتظار ومراقبة الأحداث.
تابعونا على صفحة الفيس بوك.