كوميديا العصر
“فُتنةۡ” بها من الحسن والجمال ما يتمناه أىّ رجل فى المرأة التى يودّ الإقتران بها
فوزى هو ذلك الرجل الذى توقف عند جمال فُتنة
فهى إسم على مسمى باهرة الجمال تمشى واثقة الخطوة
لم يجرؤ أحد من شباب حيِّها أن يقترب منها رغم ذلك أو حتى يتغزل بها كأن شيئًا ما يبعدهم عنها فهى لم تقطن بالحي إلا من شهور معدودات ولم يُعرف عنها ولا عن أسرتها الكثير
فى يوم وهى عائدة إلى بيتها ومعها بعض إحتياجات البيت إستوقفها فوزى يريد أن يختبرها فوقف أمامها مباشرة ونظر فى عينيها فأشاحت بوجهها عنه فاستفزّها ببعض كلمات الغزل فبكت من شدة الخجل واستفزها اكثر لكى تتكلم معه فكانت
المفاجأة أنها ظلّت تشوّح بيدها يمينا وشمالا كى يبعد عن طريقها.
فوزى تسمر فى مكانه ولم يستطع ان يكمل معها
فابتعد بسرعة وقبل ان يبتعد تأسف لها كل الأسف
وظلت فُتنة على انهيارها إلى أن وصلت بيتها وقبل أن تدخل مسحت دموعها كأن شيئًا لم
يكن
فوزى رجع بيته وهو فى قمة غضبه من نفسه
فهو لم يستوعب
ماحدث
.. كيف لم تتلفظ فُتنة بأى لفظ يجرحه أو حتى تصرخ فى وجهه
لم ينَم ليلته تلك
فكّر بها كثيرا دخلت قلبه أكثر وأخذ يتقلب فى فراشه لكى يستَدۡعي النوم فلم يستطع
فنزل إلى الطريق وظل يمشى محادثا نفسه مُحاولًا أن يطرد فُتنة من خياله لكن مستحيل كلما حاول ذلك سحرَتهُ عيناها الخضراوان ودخلت قلبه اكثر
رجع إلى بيته وقد عزم على شئ ما
أراح جسده على سريره فجاءه النوم أخيرا ونام نوما عميقا
وعند إفاقته لم يخلص قلبه ولاعقله من فُتنه
فصمم أن يزورها فى بيتها ويطلب يدها
فهو ميسور الحال وفى استطاعته أن يفتح بيت للزوجية وهى تناسبه تماما هذا ما قاله لنفسه
قرع الجرس وفتحت له فتاة أخرى غير فُتنة يبدو انها أختها
فسألته من أنت؟!
عرّفها بنفسه وأخبرها بما يريد
فطلبت منه الدخول وجاءه رجلٌ مُسِن عرَّفَهُ بنفسه أنه والد فُتنة التى شغف بها حبا
قال له الأب أنت تريد أن تتزوج إبنتى فُتنة
رد عليه فوزى بدون تردد نعم بكل تأكيد
فقال له الأب سأكون صريحا معك
فُتنة كانت ولدا وتحول إلى أنثى ولاتصلح للزواج
وصوتها الأجش لم يُفلح الزمان فى إصلاحه فظلت على ذكوريتها فآثرت السكوت كأنها خرساء
ألجمت المفاجأة لسانه
إستأذن وخرج ولم يعُدۡ
تابعونا على صفحة الفيس بوك
