مقال

مقال “الإفلاس التلفزيوني” للمفكر الدكتور أمان قحيف.

كتبت حنان محمد بعرور

الإفلاس التلفزيوني، ما يحدث على شاشات الفضائيات الخاصة لا يتجاوز في نظري كونه محاولات شديدة ومركزة لتزييف الوعي وتغييب العقل ، ليس في القنوات المصرية الخاصة فحسب بل في مختلف القنوات العربية تقريبًا .
وهذا يرجع في رؤيتي إلى سوء فهمنا لرسالة الإعلام ، فما زال التلفزيون يمثل أداة إلهاء ووسيلة تسطيح وتكريس للسذاجة بين الجميع ، ويتعمق هذا المعنى لا في نظر البعيدين عن المجال الإعلامي فحسب بل إنه يتكرس ويتعمق في نظر الكثيرين من العاملين في المجال والمنتمين إليه .
إن دعم النزعة الاستهلاكية الفجة في مختلف الإعلانات لا يتوافق البتة مع واقع الأغلبية الساحقة من الشعب المصري .. كما أنه يتناقض مع التوجه العام للدولة التي تحرص على ضبط الوضع الاقتصادي وترشيد الإنفاق على كافة المستويات .
يضاف إلى هذا أن تعمد العري وكشف اللحم الأبيض الرخيص سواء في الإعلانات أو الأفلام والبرامج والمسلسلات كل هذه مسائل تتعارض جوهريا مع الطبيعة الروحية للشهر الكريم ، وتتناقض في نفس الآن مع التكوين النفسي للغالبية العظمى من أبناء شعبنا .
ناهيك عن استخدام العديد من الأفاظ التي كان يُمنع استخدامها والنطق بها في الأعمال الدرامية قديمًا حرصًا على الذوق العام واحترامًا لقيم المجتمع وتقاليد الأمة وثقافتها .

من هنا تجد الناس تشاهد وتسخط ، وتتابع وتستنكر .. فلا تندهش بعد هذا إذا ازدادت الفجوة اتساعًا بين ما يقدمه أولئك الذين يدعون أنهم من الفنانين وبين الروح العامة والمزاج الغالب على الشعب المصري من السلوم إلى أسوان .. لقد أضحى لفظ الفنان يعني مصطلح المشخصاتي الذي كان منتشرًا في الماضي القريب .. لا أكثر من ذلك ، بل ربما أقل .

تابعونا على صفحتنا الفيس بك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى