
في السنوات الأخيرة لم تعد الجرائم مجرد أخبار نطالعها على استحياء في الجرائد أو نسمعها على الهامش بل أصبحت حديث الشارع وواقعا مؤلما نراه في كل مكان من الأحياء الراقية إلى المناطق الشعبية، جرائم قتل، سرقة، بلطجة، خطف، وتحرش، وكأن الشارع المصري تحوّل إلى ساحة معركة.
السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه: ليه بقينا كده؟ وإزاي وصلنا للنقطة دي؟
أولًا: غياب الردع الفوري
رغم أن القوانين المصرية حازمة إلا أن بطء التقاضي أحيانًا وتراكم القضايا وغياب التغطية الإعلامية لنتائج الأحكام جعل العقوبة غير مرهوبة، المجرم ما بقاش شايف نتيجة فورية للي بيعمله، الردع الفوري مش بس بيجي من القانون لكن من تنفيذ القانون بشكل حاسم وسريع.
ثانيًا: ضعف الوازع الديني والأخلاقي
زمان التربية في البيت كانت مبنية على: “ماينفعش تغلط ربنا شايفك”. دلوقتي في بيوت كتير المعايير دي اختفت أو ضعفت، لما الضمير ينام والناس تتعامل من غير خوف من ربنا طبيعي إن الجريمة تبقى سهلة.
ثالثًا: تأثير المحتوى العنيف على
السوشيال ميديا والمسلسلات
كتير من الشباب بقوا يتأثروا بمشاهد البلطجة والعنف وبقى اللي يضرب أكتر هو “الراجل”، واللي يسكت هو “الضعيف”، غابت القدوة وحلّ محلها نجوم العنف اللي بيظهروا كأبطال.
رابعًا:الفقر والبطالة
الفقر والبطالة مش مبرر، لكنهم عامل مساعد، صحيح إن الجريمة مش مرتبطة دايمًا بالفقر، لكن لا يمكن ننكر إن الفقر والبطالة ممكن يدفعوا بعض الناس للطريق الغلط، لما الشاب يحس إنه مالوش أمل أو لما أب يعجز يجيب أكل لولاده بيبدأ يبرر أي تصرف خاطئ.
خامسًا: غياب دور المجتمع في الرقابة
النهاردة الجار ما يعرفش جاره، الناس بقت تخاف تتدخل. والمجرم استغل ده، غاب دور المجتمع كعين رقابية وغابت المبادئ اللي بتخلينا نوقف الغلط قبل ما يكبر.
الحل؟ مش سهل، لكن مش مستحيل تفعيل سريع وحاسم للقانون، وحملات توعية دينية وأخلاقية حقيقية مش مجرد كلام، ومحتوى فني محترم يقدّم قدوة مشوهة للعنف، وخلق فرص عمل وتشجيع الشباب على البدائل النظيفة، وعودة الروح للمجتمع، الجار يسأل عن جاره والمواطن يحس إنه مسؤول.
اللي بيحصل في شوارعنا مش قدر، ومش صدفة، ده نتيجة تراكمات ولازم نواجهها بشجاعة، ولو كل واحد بدأ بنفسه، هييجي يوم ونقول: كنا فين، وبقينا فين.
بقلم: عمرو منصور
المحام