ثقافة

تمكين المرأة تكنولوجياً:مستقبل تصنعه النساء”

كتبت /حنان محمد بعرور

 

تمكين المرأة تكنولوجيًا: مستقبل تصنعه النساء

في عالم تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، لم يعد تمكين المرأة ترفًا أو شعارًا، بل أصبح ضرورة تنموية واستراتيجية لمواكبة المستقبل. فالتكنولوجيا، التي كانت يومًا ما حكرًا على فئة محدودة، أصبحت اليوم الأداة الأقوى لتغيير واقع المجتمعات — والمرأة في قلب هذا التغيير.

*التمكين التكنولوجي: منظور علمي*

من منظور علمي، يشير “التمكين التكنولوجي” إلى تزويد المرأة بالمهارات الرقمية، والفرص التقنية، والوصول إلى أدوات المعرفة التي تتيح لها المشاركة الفاعلة في الاقتصاد الرقمي. وتُظهر الدراسات الحديثة أن إشراك النساء في مجالات التكنولوجيا يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق الابتكار المجتمعي بشكل أكثر شمولًا.

*الفجوة الرقمية بين الجنسين: عائق أم حافز؟*

رغم التقدم الملحوظ، لا تزال النساء يعانين من فجوة رقمية واضحة. فبحسب تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات، فإن نسبة النساء اللواتي يستخدمن الإنترنت أقل من الرجال بنسبة تقارب 17% في الدول النامية. هذا التفاوت لا ينعكس فقط في الاستخدام، بل أيضًا في الوصول إلى التعليم التكنولوجي، وفرص العمل في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، وتحليل البيانات.

لكن هنا يبرز التحدي الحقيقي: كيف نحول هذه الفجوة إلى دافع للتمكين؟

*نماذج ملهمة: التكنولوجيا بأيدي النساء*

من باكستان إلى نيجيريا، ومن مصر إلى البرازيل، تبرز قصص نساء تحدين الصور النمطية واقتحمن عالم التكنولوجيا ببراعة. فلدينا رائدات أعمال أسسن تطبيقات ذكية لخدمة مجتمعاتهن، ومهندسات ذكاء اصطناعي يقدن مشروعات عالمية، ومعلمات رقميات يغيّرن حياة الأطفال في المناطق المهمشة.

*تمكين المرأة تكنولوجياً: أبعاد متعددة*

١- تعليميًا: ضرورة دمج الفتيات في المناهج الرقمية منذ سن مبكرة، وتوفير برامج تدريب متخصصة للنساء في البرمجة، والروبوتات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

٢- اقتصاديًا: دعم ريادة الأعمال الرقمية للنساء، وتمويل المشروعات التكنولوجية الصغيرة والمتوسطة التي تديرها نساء.

٣- اجتماعيًا وثقافيًا: محاربة الصور النمطية حول “وظائف النساء”، وتقديم نماذج نسائية ناجحة في الإعلام والمجتمع.

٤- سياسيًا: سن تشريعات تضمن المساواة في الوصول إلى الموارد التكنولوجية، وتفعيل مشاركة النساء في صياغة سياسات الابتكار والتحول الرقمي.

إن تمكين المرأة تكنولوجيًا ليس فقط مطلبًا حقوقيًا، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل أكثر شمولًا واستدامة. فحين تمتلك المرأة الأدوات الرقمية، فإنها لا تصنع التغيير فقط — بل تقوده. التكنولوجيا بأيدي النساء ليست رفاهية، بل وعد بمستقبل أكثر عدلًا، إبداعًا، وإنسانية.

تابعونا على فيس بوك

https://www.facebook.com/share/1UWeDULRPP/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى