
الطُّيُورُ!
إلى صبايا المنوفية الشهيدات وأهلهن الطيبين!
♡♡
الطيِّبونَ هَيَا إلَهي ارْحَمْ مواجعَهم!
وخلِّ حدائقَ الرُّؤيا تفُورُ
مِن كلِّ مغمُوسٍ بنيرَانِ الضَّنَى
مِن كلِّ حاملةٍ ضنَاها في النَّدى
كالبَحر
مغلَقةً عليها الأرضُ
لا تدري إلى أينَ المسِيرُ
من كلِّ كهلٍ ذائبٍ
في فَورة الدَّرب المضمَّخ بالغُبار
ولوعةِ الأحبابِ قد غابُوا
وعزَّتْ بعدَهم لغةُ الوِصَال
تيتَّم القلبُ الكَبِيرُ
حملَ الزَّمانَ عباءةً.. وجرَتْ بحُورُ
في العَين والكلماتِ،
تفري العُمْرَ، واستعصَتْ بحُورُ
هل للمعذَّب في سؤالِ الرَّبِّ؟!
كيف تحمَّل الشَّجَرُ البعيدُ
دماءَنا تترَى؟!
وكيف تحمَّل الوجهُ المُنِيرُ؟!
عَفواً
إذا الكلماتُ جاوَزَتِ العُبُودَةَ
صعَّدتْ آهاتِها
للنَّهر
في العُمقِ المُفَوَّر رَحمَةً!
عفواً
إذا احتدَمَ العَبِيرُ
عَفواً
ولكنِّي علمتُ كرامةَ العشاقِ
في الملأ المُجاوِرِ
في الحنينِ
فماسَ بستانُ الأسَى
وتجاسَرَ الوطنُ الكَسِيرُ
أن يشتكِي لحبيبِه!
هل في الشِّكَاية يا مُوَلِّهُ من جُنَاحٍ؟!
في الظما يسري الأسِيرُ
أنا سيِّدي بحرُ الأسى
تتلاطمُ الأمواجُ في أحشائِه
تتلاطمُ الآفاقُ في أشجارِه
تتلاطمُ الأطفالُ في أقدارِه
ويبوحُ:
قد رضيَ الفقِيرُ
إن كانَ قد رضيَتْ عليهِ حدائقُ الإحسانِ!
قد رضِيَ الفقِيرُ
الطيِّبُونَ هَيَا إلهِي ارْحَمْ مواجعَهمْ!!
أرضِ ظنونَهم فيكَ..
استطالَتْ كالنَّخِيل صبابةً قدسيَّةً
وتدلَّه الأفقُ المَرِيرُ
يا عزَّنا العَالي!
وكهفَ تناثُرِ الأشلاءِ فِيكَ
وفرحَةَ المظلُومِ
يا حنَّانُ
بالنُّور الكريمِ حلفْتُ
ما غلَتِ المُهُورُ!
عشِقَ المحبُّونَ المَشِيئَةَ
طابَ فيها الذَّبْح!
ما غلَت الصبيَّة والنَّخيلُ
ولا المنازلُ
آهِ
يا رُكنَ الهَضِيم ووَرْدَه المأمُولَ
يا مُخْضَوْضِرَ الألطَافِ
قد سألَ المُحِبُّ حدائِقَ الرُّؤيا
فقلْ لعَبِيرِها:
آنَ العُبُورُ!
أفِضِ الحنَانَ نوارساً
أنبِعْ بوَجد المتعبينَ كتائبَ الإيناسِ
آنِسْهُم!
وقد حُلَّ الأسِيرُ
يا يوم يُسْفِرُ!
أجملُ الأيّام أنتَ
وما رأينا قبلُ من وجَعٍ
فخذ ما شاءَ حسنُكَ من دِمَانا!
الطَّيِّبُونَ
هَيَا إلهِي اعْشَوْشَبَت نيرانُهم
في سِدْرِ نُورِكَ!
فالمَسِ الجبَهاتِ
يا وَعْدَ المُضَنَّى حينَ تحملُه الطُّيُورُ!!
تابعونا على صفحتنا الفيس بوك