
الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد يقول الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قول الحق سبحانه وتعالى ” والذين لا يدعون مع الله إلها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ” أنه دلت هذه الآية على أنه ليس بعد الكفر أعظم من قتل بغير الحق ثم الزنا، وقال الإمام أحمد رحمه الله، لا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزنى، وكما قال العلامة الشوكاني رحمه الله، لا خلاف أنه من كبائر الذنوب.
أعظم الأسباب لوقوع الفواحش
أن الزنى أمر تأباه الفطر السليمة والنفوس السوية، وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه، والله ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام، وقالت هند امرأة أبي سفيان رضي الله عنهما حين قال لها النبي صلى الله عليه وسلم وقت مبايعة النساء “ولا يزنين ” قالت رضي الله عنها، أوا تزني الحرة ؟ لقد كنا نستحي من ذلك في الجاهلية فكيف بالإسلام؟ ولقد جاء النهي عن قرب جميع مقدمات الزنى ودواعيه، فقال العلامة السعدي رحمه الله، النهي عن قربان الزنا أبلغ من النهي عن مجرد فعله، لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه، فإن ” من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ” خصوصا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه، وكما قيل أن الاستماع إلى الغناء مفتاح الزنى، حيث قال ابن تيمية رحمه الله الغناء رقية الزنا وهو من أعظم الأسباب لوقوع الفواحش.
حيث قال ابن القيم رحمه الله تعالي
كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله، الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحا وبابا يدخل منه إليه، فجعل الغناء مفتاح الزنى، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله الغناء، قيل إنه رقية الزنا، وكما قيل أن النظر المحرم هو بوابة الوقوع في الزنى، فقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله، اعلم وفقك الله أن هذا الباب من أعظم أبواب الفتن، فإن الشيطان إنما يدخل على العبد من حيث يمكنه الدخول، إلى أن يدرجه إلى غاية ما يمكنه من الفتن، فإنه لا يأتي إلى العابد فيحسن له الزنى في الأول وإنما يزين له النظر والعابد والعالم قد أغلقا على أنفسهما باب النظر إلى النساء الأجانب، لبعد مصاحبتهن وإمتناع مخالطتهن والصبي مخالط لهما فليحذر من فتنته، وكما أن إختلاط النساء بالرجال يؤذي إلى مفسدة الزنى، حيث قال ابن القيم رحمه الله تعالي.
قال هذا تأخر ورجعية وتقاليد بالية
إختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، حيث قال العلامة العثيمين رحمه الله أعداؤنا وأعداء ديننا أعداء شريعة الله عز وجل يركزون اليوم على مسألة النساء واختلاطهن بالرجال ومشاركتهن للرجال في الأعمال، يريدون أن يقحموا المرأة في وظائف الرجال، أتدرون ماذا يحدث؟ يحدث مفسدة الاختلاط ومفسدة الزنا والفاحشة، سواء في زنا العين أو زنا اللسان أو زنا اليد أو زنا الفرج، كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة، وكما قال العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله لا يصح لعاقل أن يشك في أن إختلاط الجنسين في غاية الشباب ونضارته وحسنه أنه أكبر وسيلة وأنجح طريق إلى انتشار وفشو الرذيلة بين الجنسين، وكما أن كشف العورات يجر إلى الزنى، حيث قال العلامة صالح الفوزان رحمه الله، قال الشيطان عرف أن العري يجرّ إلى الزنا واللواط، فلذلك رغب الناس في كشف العورات وسمى هذا تقدما وحضارة ورقيا ونفّر الناس من الستر واللباس المحتشم وقال هذا تأخر ورجعية وتقاليد بالية.
تابعونا على صفحة الفيس بوك.