كتب حنان محمد
رحلتَ يا قلبي
رحلتَ يا قلبي جفت دموعك
نقضت العهد نسيت الوفاء
اشتقت يا قلبي قد طال الجفاء
حننت إليها وحان البقاء
فاضت دموعك نويت الهروب
ذبلت جفونك إحترقت
ازدهرت كبرت من هول اللقاء
أرأيت يا قلبي هواها
في الروح يسري كالدماء
كلما مرت إلينا تُنسى
الهموم كأنها غسل الماء
حسبت يا عهود أن العشق مذله
ورأيت حبك حريه للأموات
وإني أحبك ولا أخشى الموت
بين جفنيك واكون من الشهداء
كوني يا عهود اميره الأمراء
عصيه قلبي لأنتحر كل مساء
رحلت يا قلبي رحلت إليها
تنهد بصبر قد حان العناق
سللت السيوف خاصمت المنام
عبرت الحدود أحببت الانتقام
رحلت إليها أهدتني الخصام
بحت إليها رضيت الإنهيار
ومضيت في حبها المستعار
أنت الشريد وأنا العنيد
فالحب إليها إليها إنتحار
ستأتي الرياح تزيل الخيام
وتبقى وحيداً تنفض الغبار
ويبقى شعاع الحب جرحاً
تهديه السكينه ويهديك المرار
رحلت يا قلبي رحلت إليها
لتبقى عهوداً مسك الختام
هبت رياح الشوق يا قلبي
هي كالنسيم في ليل الظلام
هزي يا عمري نخيل الروح
إني رحلت رجعت تمزق الفؤاد
ولتبتلين يا عهود بالعشقِ
فإن المنايا من شفتيك الغرام
رحلت يا قلبي رحلت إليها
وأهدرت حبري أهدرت السلام
رحلت يا قلبي ولم تعي
أن عينيها دخان ماء ونار
رحلت يا قلبي رحلت إليها
لن تجلو عنك صبراً كالركام
رحلت يا قلبي رحلت إليها
فصبراً إن للحب إحتشام
رحلت يا قلبي رحلت إليها
ومررت إليا تسقيني السقام
تعطيك يا قلبي من وصلها
نبيذ الشوق وصل الكرام
لن تصفح عنك إن أغضبتها
من يغضبها لا ينعم بالسلام
أوصيك بالعهد إليها
فلا تخن ما خنت العظام
ستموت شهيدا يا قلبي
هي كالحرب تفوز أو الانتقام
رحلت يا قلبي رحلت إليها
وحبيبتي كبرياؤها لا يضام
رحلت يا قلبي رحلت إليها
فخذ ما تبقى إليها ولا خصام
أتحبها بهجرها بعنفوانها بكبرياءها
وأنا أحبها واعشق فيها حتى اللئام
حطم يا قلبي تلك القيود
فأنا لن أعشق بهذا اللجام
أشهدك يا صبر أنها مستبده
وأن الحديث إليها إنكسار
إن شئت يا قلبي فإرحل إليها
بين عينيها سلطان إحتكار
اغتيال يا قلبي إغتيال الشهيد
فلها خصال خصال العنيد
هي تتقن فن الصمود
يا قلبي قد مات الغرام لن أعود
حطمني هواها أنا لست كالعبيد
يا قلبي عشقنا الروح فيها
بين جفنيها تدنو الورود
لا تحزن يا قلبي أنا أخر شهيد
هل كففت الرحيل يا ابنه الكريم
قد أهلكتِ الروح والقلب عنيد
يا اهل الطائف مر عيشكم
أراكم قد ضربت عليكم الغمام
كأنها بينكم وروداً بين الأصنام
قسماً بمن أحل الحب لها
نبض يُشفى بألفها السقام
أليس بينكم منصفا يهديني
وردا من جنتها جنه الأحلام
لا تعصي يا قلبي حبها مستحيل
لم يأن لها أن ينتفض الوريد
يا شعر كفكف الحبر فهي
تخشى في الهوى شاعر مريد
فأنا وإن سعيت بالهوى قرنا
لن يعصي فؤادها لعشق كالبرود
فلترحل يا قلبي كما شئت لها
ستعود مرهقا وينفد لديك الرصيد
وكف الجمر في أضلعي
قد يأست منك أيها القلب العنيد
كف عني الشوق يقتلني
كرهت منك ما كرهت عهود
أبليتني يا قلب ثم تركتني
أموت كما مات العبيد.
