شعر

الـــجـــزء الـــثـــانـــى من رواية ( رسالة بعد منتصف الليل) للدكتور حسام الشرقاوي.

كتب حنان محمد 

 

رسالة بعد منتصف الليل

وأنا فى ظل التساؤلات التى تدور فى رأسى عن الرسالة وعن ما فعله صديقى الوحيد الذى أثق فيه وأستأمنه على كل أسرارى الشخصية والعائلية حتى أستيقظت من دوامة التفكير على صوت أمى ينادينى بلهفة وشوق لمعرفة الذى حدث وأغضب صديقى منى

وفى هذه اللحظة زادت الحيرة أكثر وأكثر فهل أتحدث مع أمى وأقول لها ماحدث بداية من موضوع الرسالة مرورا بصديقى وهل أمى سوف تستوعب القصة والحوار أم سوف تخبر أبى ويظنون بى ظن السوء

وأنا لم أكذب عليهم قبل ذلك

ولا أحب الكذب أطلاقا فماذا أفعل وماذا أقول لأمى ماذا أفعل ياربى أخاف أن أكذب فتعذبنى وإنى أخافك وأخاف أن يفهمنى أهلى خطأ فأفقد ثقتهم طوال العمر

فماذا أفعل ياربى حتى وصلت إلى أمى وهى تنظر لى بنظرة بها خليط من الغضب والتساؤل والحيرة بل ولم تخلوا من الحب وحنان الأم التى تخاف على ولدها وتخاف عليه أن يكون قد أغضب الله فى شئ .

فسألتنى أمى بصوت هادئ وبه نبرة من الحدة الخفيفة مالذى حدث مع صديقك بالداخل هل تشاجرتما أم تطاولت عليه بقول أغضبه أم ماذا حدث وفى هذه اللحظة تسمرت عيناى فى محجريهما ونظرت لأمى ولاأدرى ماذا أقول لها فنهرتنى

وقالت لى لماذا لا ترد .

وفى هذه اللحظة وجدت لسانى ينطق بحول الله وقوته ويقول لها لم أغضبه ولم نتشاجر بل أتته مكالمة وبعدها تركنى وذهب كما رأيتى حتى أننى سألته من المتكلم وماذا قال لك

فلم يجيبنى فنظرت لى امى نظرة غريبة لم أعهدها من قبل تدل على أنها لم تصدقنى فى ما قلت . وفعلا فقد صدق أحساسى فقد قالت لى أنا حاسة أن فى حاجة غريبة فى كلامك

ولكنى لاأملك سوى إنى أصدقك حتى أرى صديقك المرة القادمة وأسأله رغم أنك لم تكذب على قبل ذلك مطلقا ولكن هذه المرة أشعر بعدم صدقك بعض الشئ .

وفى هذه اللحظة أستيقظت أختى الصغرى

التى تبلغ من العمر عشرون عاما من نومها لتذهب إلى الحمام فنظرت لى ولأمى وألقت السلام وهى بعين ونصف من شدة النوم فنظرت لى أمى نظرة حنونة بها كثيرا من العطف والشفقة

ثم ضمتنى إلى صدرها وهى تقول لى أنى أحبك وأخاف عليك وأن كنت فى مشكلة فاحكى لى وبمشيئة الله نعمل على حلها فأنت نور عينى وروحى وسندى فى الحياة بعد والدك المريض شفاه الله وعافاه .

وفى هذه اللحظة رق قلبى وذاب من هذه الكلمات وحضن أمى الدافئ الذى يحتوى على الحب والحنان الذى لم ولن أجدهم سوى مع أمى ووعدتها بأنى سوف أحكى لها كل شئ عندما أعرف لماذا صديقى تركنى هكذا وذهب فقبلتنى أمى من جبهتى وخدى .

بدورى قمت بتقبيل يديها ورأسها

وابتسمت لى وقالت لى أذهب للنوم حتى تقوم لعملك فى الصباح أن أراد الله وتصبح على خير
فرددت التحية ودخلت لغرفتى وأغلقت الباب وتنهدت تنهيدة شديدة

أحسست بعدها براحة جميلة وذهبت إلى سريرى وألقيت نفسى عليه وإذا بى أذهب فى سبات عميق حتى أيقظنى صوت أذان الفجر فنهضت من سريرى وذهبت إلى الحمام بكل هدوء وسكينة

وتوضأت وضوءا جيدا وصليت ركعتى سنة الوضوء كما عودنى والدى شفاه الله ونزلت لصلاة الفجر . وعند عودتى للمنزل رفعت بصرى للسماء أنظرلهذه الروعة الإلهية والإبداع الربانى لهذا الكون الجميل

وأسأله أن يخفف عنى من حيرتى وتفكيرى وأن يكون بجانبى للخروج من هذا المأزق على خير وبسلام ثم خرجت منى إبتسامة بتنهيدة جميلة طيبة أحسست بعدها براحة غريبة لم أتذوق مثلها من قبل ولما لا وقد رزقنى ووفقنى ربى لصلاة الفجر فى جماعة

وكيف لاأشعر بالراحة وأنا أخاطب رب هذا الكون

وخالقه وخالقى . ثم بعد ذلك صعدت لمنزلى فوجدت ست الحبايب تنظرلى بابتسامة طيبة وتدعوا لى وما أحلى دعائها وهى فى قمة الرضا فإن رضا ها من رضا المولى عز وجل

فتوجهت إليها وقبلت يدها وحاولت تقبيل قدميها ولكنها رفضت وبشدة ثم دخلت غرفتى واستلقيت على ظهرى وأنا أنظر لسقف الغرفة كالعادة

ولكن لم يدم ذلك طويلا فقد ذهبت فى سبات عميق بسرعة لم أتخيلها رغم مابى من قلق وتفكير.وفى الصباح استيقظت ومارست طقوسى اليومية فى العبادة من وضوء وصلاة وسنن وتسبيح ودعاء

وتوجهت بعد ذلك للورشة

لأستقبل من الله تعالى الواحد الأحد الفرض الصمد رزقى ورزق أهلى فهو سبحانه أمرنا بالعبادة وتكفل برزقنا وبعد مرور نصف اليوم تقريبا جلست أحتسى كوبا من الشاى وأرتاح قليلا من مناهدة الزبائن فى عملية البيع والشراء والفصال

وما أدراك من عملية الفصال خصوصا من السيدات وبعض الأنسات وأغلب تعاملاتى معهم لأن الورشة على مساحة كبيرة فى مكان شعبى معروف جدا وهى عبارة عن تفصيل الأحذية الرجالى والحريمى والأولاد

وبها ركن خاص لأكسسوار المرأة وركن للأطفال متكامل وبه ركن خاص لأدوات المرأة وبفضل الله أكرمنى ربى بطول البال والصبر لأكسب رزقى .

وأثناء إحتسائى كوب الشاى

أذا بفتاة فى حوالى العشرون أو الخمسة والعشرون عاما طويلة القامة ترتدى عباءة فضفاضة وعليها غطاء الرأس وسبحان إبداع الخالق فى خلقة هذه الفتاة فوجهها جمال ربانى بدون أدوات التهبيل الذين يستعملونها لتغيير خلقة الله لهم

ولكن وجهها ينطق بالخوف من شئ ما وتنظر لى بلهفة وشوق فى نفس الوقت فوجهت نظرى عنها وبعد برهة بسيطة من الوقت نظرت فوجدتها تنظر لى بل وتحدق فى

ونهضت لأذهب إليها وأعرف لماذا تنظر لى هكذا وإذ بها تسير بخطا سريعة ومرتبكة نحو باب المحل وتختفى فسألت نفسى من تكون هذه الفتاة . وجلست أرتشف ما تبقى من كوب الشاى وإذ بى أنتفض واقفا من مكانى فقد عادت الفتاة مرة أخرى ووقفت فى نفس المكان

وبنفس النظرة

ولكن ماهذا الذى أراه إنها ليست بمفردها ولكن معها فتاة أصغر منها ولكن علامات وجهها ينطق بالبراءة وتنظر لها وتنظر لى فا أدهشتنى نظرات الفتاة الصغيرة التى تقف معها

وبدأت أخطو فى أتجاههما بهدوء حتى أعرف ما قصة هذه الفتاة الكبيرة ولماذا تنظر لى بهذه النظرة وأنا لاأعرفها ولماذا ذهبت مسرعة أول مرة عندما ذهبت لأخاطبها كل هذه الآمور دارت فى ذهنى

وأنا أسير إليها ولكنها فعلت مافعلته المرة السابقة ولكن ما أدهشنى وقوف الفتاة الصغيرة التى كانت معها ولم تتحرك من مكانها حتى وصلت أليها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى