شعر

قصة قصيرة (قطرات من بوح)للكاتبة الاستاذة سهام أحمد.

كتب حنان محمد 

 

 

قطرات من بوح
هيام مدرسة فى المرحلة الثانوية
عملها بالتدريس لم يكن فى حسبانها قط
كان الفن حبها الأول
أحبت الرسم منذ نعومة اظافرها

ترسم كل شئ يقع تحت عينيها كراسات المدرسة بل والكتب الخاصة بها لم تسلم من لوحاتها الفنية الراقية ولم تبالى
ينهرها أساتذتها فلا تنصت لهم
يعاقبونها فلا تعبأ بهم

ومع ذلك كانت من ذوات العقل الراجح دائما ولكن الرسم كان يأخذ عليها قلبها ووقتها
فلم تعبأ أن تكون من المتفوقين
وأجادت الرسم وكانت تحلم أن تدخل كلية الفنون الجميلة
وظلت تحلم وتحلم الى أن وصلت إلى مرحلة الثانوية ولما إجتازتها

وأبدت رغبتها فى دخول كلية الفنون الجميلة فوجئت أن
اباها وأخاها إستنكرا هذا الطلب لأن الكليه فى العاصمة بعيدا عن بلدتها فرفضوا بداية هذا المطلب رغم إصرارها ولكن لا حياة لمن تنادى

عندما فقدت الأمل فى دخول كليتها التى كانت عاشقة لها
أرادت أن تتعلم الرسم بإتقان على يد أساتذة فى قصر الثقافة بمدينتها فقوبلت بالرفض أيضا من جهة اخيها

الذي رفض رفضا قاطعا فالتجأت إلى أبيها حبيبها ولم يكن يرفض لها طلبا فصدمها برفضه ولم تستوعب ماقاله فقد أيد أخاها تأييدا مطلقا
وأرادت أن تعرف السبب ولكنه كان الرفض بغض النظر عن الأسباب

جن جنونُها كيف ذلك وهم يعرفون حبها الشديد للرسم لم يصغ أحد منهما لها ولم يعطوا لرغبتها أى وزن او إعتبار
هزتها الصدمة وأصابتها باللامبالاة والإنسحاب السلبي فدخلت أول كلية شاور عليها والدها

دخلت كلية التجارة رغما عنها فسيان عندها أى كليه طالما لم تدخل الكلية المرغوبة والمنشودة وحلم حياتها

وتخرجت وأصبحت مدرسة فى مدرسة ثانوية بين عشية وضحاها
لكنها كعادتها في الإجتهاد وإثبات الذات وضعت كل همِها فى التدريس وأصبحت من المدرسات اللاتى أثبتن جدارتهن فى التدريس وحصلت من الموجهين على تقدير امتياز من أول عام في مفاجأة نادرة

هذا بجانب حب الطالبات اللاتى أردن أن تدرس هيام لهن في مجموعات خاصة ولو بأى ثمن فرفضت هيام رفضا قاطعا لرفضها مبدأ الدروس الخصوصية محتجة بأنها لن تُفيدهم
بأكثر مما تعطيه لهم فى المدرسة

وعاشت حياتها كمدرسة مستمتعة بعطائها المستمر
وأحبت عملها تطبيقا لمقولة ( أحِب ماتعمل كى تعمل ماتحب) لكن هناك دائما غَصة فى حلقها فموهبتها تلاحقها وتشغل ذهنها وقلبها

بدات ترعى موهبتها ليس فى الرسم فقط لقد
ٱكتشفت أنها تملك مواهب فنية متعددة
منها فن الكروشيه

ثم إنتقلت إلى فن الماكيت وإشتغلت فى فن صناعة النافورات وكانت فرحتها شديدة بأنها أطلقت العنان لطاقاتها الفنية المتنوعة
ثم دخلت فى فن المكرميات لدرجة أنها كانت تبيع إنتاجها وأدر عليها مبلغ كبير رغم أن المال لم يكن أكبر همها

وبعد زواجِها لم يبخل عليها زوجُها بالتشجيع والمؤازرة بل دفعها إلى الإستمرار فى إشباع هواياتها

وعندما كبرت وكبر أولادها وتزوجوا وأصبح لكل واحد منهم حياته الخاصة لاحظ زوجُها أنها مهتمة بالأدب وقراءة القصص بل وتكتب بعض القصص القصيرة فأعجب بكتابتها ولم يصدق مايرى وشجعها على كتابة القصص بشكل جدى

وقد كان فإنطلقت فى كتابة القصص القصيرة
وقد إنتهت من كتابة مجموعتها القصصية الأولى
وهذا بفضل الله وتشجيع زوجها
أدامه الله لها ورحم أباها فكان جدير بحبها ومهما حدث منه فهو كان اب رحيم وأدركت إنه كان خائف عليها من إندماجها فى جو الفن والفنانين وليس لبعد المسافات

فالغصة التى كانت فى حلقها إنتهت إلى غير رجعة
وٱكتفت بكتابة القصص للترويح والتعبير عن نفسها
والله أعلم ماذا فى جعبتها بعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى