مقال

في ذكرى مُلهم الإنسانية ومُعلم البشرية ورسول السلام..

إيهاب زغلول 

تمر علينا ذكرى عطره تملأ النفوس سعاده وصفاء إنهامولد نبي الإنسانية ورسول السلام صلوات الله وسلامه عليه وقد كان مولد الهادي البشير محمد ﷺ امراً مهيباً وحادثاً فارقًا فى تاريخ الإنسانية نقطة تحول من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام،

و من ذُلّ العبودية إلى عهدالحرية و السَّلام والرَّحمة والأمان والعدالة الكاملة فكان ﷺ الرحمة التي أرسلها الله للعالمين.

ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وجاء ميلاده صلى الله عليه وسلم تغيرا في مسار البشر ودحر قوي الشر والعبودية في العالم الي قوي للخير والعدل والإيمان برب عظيم لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير

واعطي ميلاده السعيد بشري خير للعدالة بين بني الإنسان وحقوق العيش الكريم فصنع مدنيه لم يكن يعرفها أحد وجائت الدولة المحمدية في المدينه دولة للأخلاق والقيم وحقوق الإنسان فصنعت مجداَ خالدا في التاريخ العالمي وحرر معها عبيد العالم،

الاحترام والسلام عرفت فى دولته

عرفت دولته التعددية واحترام الآخر والسلام بين الناس بعد أن كان العالم يعج بالحروب والظلم والعبودية، فكان أعظم الناس خلقا، وأصدقهم حديثا، وأحسنهم عفواً، وخير من وطئ الثري.

يقول عنه أبي هريرة رضي الله عنه “مارأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه “وتأتي الذكرى ونحن أمس الحاجة إلى الإقتراب منها والإقتباس من نورهاوصدق ربنا

إذ قال”الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوارة والأنجيل” عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال إنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم الموصوف فى التوراة ببعض صفته فى القرآن”

ياايها النبى انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونزيرا

يأيها النبى انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا الأميين انت عبدى ورسولى سميتك المتوكل، ليس بفظ ولاغليظ ولاسخاب فى الأسواق ولايجزى بالسيئة ولن يعفو ويصلح ولن يقبضه الله حتى يقيم الملة العوجاء بأن يقولوا لاإله إلا الله ويفتح به أعيننا عميل وقلوبنا غلفا وأذانا صمت”.

ويروى أن سهل مولى عثمان كان نصرانيا وكان يتيما فى حجر أمه وعمه كان يقرأ الإنجيل فأخذ سفرا لعمه فقرأه حتى مر بورقة كثيفة فمسها بيده ونظر فيها فإذا فصول الورقة ملصقة بغرا، فقال ففتشها فوجدت فيها نعت محمد صلى الله عليه وسلم”أنه القصير ولاطويل، ابيض ذو ضفرتين، بين كتفيه خاتم النبوة يكثر الإحتباءالإشتمال بالثوب ولايقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير، ويحلب الشاة، ويلبس قميصا مرفوعا، ومن فعل ذلك برئ من الكبر وهو من ذرية اسماعيل اسمه أحمد.

وروى أنه قبيل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم

كان خالد بن سعيد بن العاص ذات ليلة نائما فقال رأيت كأنه قدغشيت مكة مظلمة عظيمة حتى لايبصر امرؤكفه، فبينما هو كذلك إذ خرج نور من زمزم ثم علا فى السماء فأضاء فى البيت ثم أضاءت مكة كلها ثم ضرب الى نخل يثرب فأضائها حتى أتى لانظر الى البشر فى النخل..

فأستقيظت فقصصتها على اخى عمرو بن سعيد وكان جزل الرأى فقال:ياأخى أن هذا الأمر يكون فى بنى عبد المطلب، الا ترى أنه خرج من حفرة أبيهم، فلما هدى الله خالد وذكر رؤياه للرسول صلى الله عليه وسلم قال:

ياخالد انا والله ذلك النور وانا رسول الله

فقص صلى الله عليه وسلم مابعثة الله به فأسلم خالد واسلم عمرو بعده وكان أبو طالب يحدث عن عبد المطلب أنه قال:

بينما أنا نائم فى الحجر رأيت رؤيا هالتنى ففزعت منها فزعا شديدا فاتيت كاهنة قريش فقلت لها:انى رأيت الليلة كان شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت يأغصانها المشرق والمغرب، ومارأيت نورازهر منها،

اعظم من نور الشمس بسبعين ضعفا،

ورأيت العرب والعجم لها ساجدين وهى تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا، ساعه تخفى وساعة تظهر ورأيت رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوامنها أخذهم شاب

لم أر قط أحسن منه وجها ولاأطيب منه ريحا ليكسر أظهرهم ويقلع أعينهم فرفعت يدى للتنازل منها نصيبا فلم اقدر فقلت: لمن النصيب؟قال النصيب لهؤلاء الذين تعلقوابها وسيقوم فانتيهت مذعورا فرأيت وجه الكاهنة قد تغير

ثم قالت:لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك

رجل يملك المشرق والمغرب ويدين له الناس، فقال عبد المطلب لأبى طالب:لعلك أن تكون عن هذا المولود وكان أبو طالب يحدث بهذا والنبى صلى الله عليه وسلم قد خرج ويقول كانت الشجرة والله ابا القاسم الإثنين فيقال له ألا تؤمن؟ فيقول: السلع والعار..

ولما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة سنة ارتحل به أبو طالب عمه تاجرا الى الشام حتى وصل إلى بصرى من ارض الشام وكان بهذا البلد راهب عرف ببحيرا واسمع جرجيس فلما نزل الركب خرج إليهم واكرمهم بالضيافة

وكان لايخرج إليهم قبل ذلك وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته فقال وهو أخذ بيده:هذا سيد العالمين هذا ببعثة الله رحمة للعالمين فقال أبوطالب: وماعلمك بذلك؟

فقال:انكم حين اشرفتم من العقبة لم يبق حجر

ولاشجر الا وهى سجدا ولاتسجد الا إنبى وانى أعرفه بخاتم النبوة فى اسفل غضروف كافة مثل التفاحة وانا نجده فى كتبنا وسأل الطالب أن يرده ولايقبل به إلى الشام خوفا علية من اليهود لبعثة عمه مع بعض غلمانة الى مكة،

فى وقت بدأ فيه اليهود هدم الدعوة منذ ميلادها وذلك بشتى الحيل والطرق من ذلك أن عمرو بن أمية من فرسان الإسلام قد قتل اثنين من بنى عامر خطأ وعقد النبى صلى الله عليه وسلم عهدا الا يحاربون ولايحاربونه ولايؤذيهم الا انه قد كان فى تلك الفترة فى ضنك من المعيشة

فقصد صلى الله عليه وسلم يهود بنى النصير

يستعين بمالهم فى سداد دينه فرحبوا به ممرا وداعا وطلبوا منه الجلوس إلى جدار ليعد صخرة يلقى بها على حضرة النبى خلاصا من دعوته الا ان الله عزوجل أوحى إليه صلى الله عليه وسلم بمااعده هؤلاء ليتم توقيع عقاب صارم عليهم بمحاولاتهم طمس الحق ونشر الفوضى والظلام والكراهية التى اعتادوا عليها مع كل بصيص نور من شمس فجر جديد من الإيمان.

وعلينا من الأستفادة من ذكرى ميلاد وافعال الرسول صلى الله عليه وسلم لكى تكون زادا لكل مسلم ونبراسا هاديا للحق وان نحيى الإيمان فى قلوبنا وعقولنا لتتولد الثقة بالله فلانخشى الا هو حتى نسعد فى الدارين ونكون أمة شديدة البأس قوية التلاحم فنرهب أعدائنا”أن تنصروا الله ينصركم” “

ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”والتمسك بسنته وهديه،

وأن ينهلوا من سيرته العطرة، ويتدارسوا بطولاته ومواقفه، وعلاقته بأزواجه وبناته وإخوانه وأصحابه وجيرانه والناس كافة، فهو ﷺ صاحب الخلق العظيم، قدوتنا وأسوتنا في حياتنا كلها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى