قراءه في مسرحيه”العهد، قدم الكاتب المسرحي الكبير والرائد المسرحي، (توفيق الحكيم) فكره المسرح الذهني، وتعامل معها من خلال أساطير اليونان، وأساطير الشرق ،مثل مسرحيات «أوديب ملكًا» و«بِجماليون» و«براكسا أو مشكلة الحكم»، ومن الشرق حكايات ألف ليلة وليلة في مسرحية «شهرزاد»، والقصص الدينية في «أهل الكهف» و«سليمان الحكيم»، و«إيزيس» من عصر الفراعنة. وظل حالة استثنائية بين كتاب المسرح، فعلى الرغم من إنتاجه الغزير، وجد المخرجون صعوبة في تحويل معظم أعماله إلى عروض مسرحية، وكان يدرك ذلك جيدًا، وتوالت تجاربه في تيار «المسرح الذهني»، وجعل الممثلين أفكارًا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز، واتسعت الهوة بين نصوصه وخشبة المسرح، وتواصل مع جمهوره من خلال الكتاب المقرؤ
و تجربه الشاعر الكبير (ناجي عبد اللطيف)
تقترب الي حد كبير من فكره المسرح الذهني.
فلقد نقل ناجي تجربته الصوفيه كامله الي هذا النص الذي أراه عظيما في إطار المسرح الذهني.ورغم ان التصوف في حد ذاته تجربه ذاتيه لابد من معايشتها والتجربه فيها والسير على نهجها (فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف) لكن ناجي حاول محاوله مستميته على نقل القا رىء الي عمق التجربه بسردها بكل تفاصيلها من أخذ العهد الصوفي حتى تسليمه لمن يحمل الامانه، المبدأ الأساسي للصوفية هي أن تعاليم الإسلام القرأنية تدل على إمكانية الوصول إلى الله عن طريق تجربة شخصية ذاتية من دون الأعتماد على الفلسفة العقلية والتي تؤدي إلى المعرفة الحق المطلقة. وهذا يدل أن الصوفي يعتقد بوجود ملكة شخصية تمكن الإنسان من توفير المعرفة غير العقل المنطقي. ويمكن الوصول إلى هذه الحالة باتباع شعائر معينة.
لكل طريقة شعائرها، مثل ترديد الكلمات عند النقشبنديين أو الموسيقى عند المولويين. ويؤمن الصوفيون أن التجربة الشخصية هي طريقة تصاعدية سُلَميّة تنقل معرفة المريد من مرحلة المعرفة المادية إلى المعرفة النهائية التي يسمونها «اليقين» أو «الفناء بالله». ومن أسس الشعائر الصوفية أن يتدرب المريد على التغلب على كل الشرور النفسية مثل الغضب والأنانية والجشع ومن كل أنواع الحب ما عدى حب الذات الإلاهية. ومن أهم السلوكيات الصوفية هما التخلية (أي تطهير النفس من رذائلها) والتحلية (أي ملء النفس بالأخلاق الفاضلة، كل هذا صاغه ناجي عبد اللطيف في تجربته الصوفيه الخاصه في عمل مسرحي يطرح فيه أفكار الصوفيه والسلوك التطبيقي له من أخذ العهد حتى تسليمه فنراه يبدأ المسرحيه ينهيها بنفس العهد وكانه قوسين بينها تجربته الصوفيه فنرا يقول:
لا أعرف أن اتفوه بالاسرار
لكي اغرسها في قلب الطين
لتنبت زيتا للمصباح
مجموع الخلق بطين القلب
تروح وتعدو
كي تبحث عن لقمه عيش
ودثار
الخرقه
باتت سجنا
يؤي كل الفقراء…. الخ
ولكن غاب عن مسرحيه ناجي الفكريه (ا لصراع) وهو اساس الدراما او العمود الفقري لها فلم يكن هناك تصاعد درامي وغاب الحدث نتاج لذلك فالغالب هو طرح الشيخ لنهج الصوفيه وكانها محاضره عن التصوف.
وهناك شيء اخر وهو المديح داخل العمل فقد استعان ناجي بقصيده البرده لمولاناألبوصيري في العمل وهذا ما يقوم به في حياته فهو ينشد في الحضره قصيده ألبوصيري وكذلك استعان بقصيده مولانا ماضي ابو العزايم وان كنت أرى أن ناجي قادرا على كتابه مديح من اشعار ه ولكنه يسجل وينقل تجربته الشخصيه وهذا في حد ذاته شيئ عظيم وصعب فقد الزم ناجي نفسه بما لا يلزم..
كذلك مشهد الولد التائه (احمد) أراه زياده لم يخدم الخط المرسوم للعمل ولم يصنع صراعات كذلك مناقشه الاحتفال بمولد حضره سيدنا النبي بين الرفض والقبول هذا موضوع اخر يناقش في ندوه او كتاب موضوعنا كان العهد الصوفي ونقل هذه التجربه بكل حذافيرها الي القاري بشكل مشوق وأعتقد أن كم الصدق عند ناجي في هذه التجربه قد قيده كثيرا فلم ينزع القيد ولزم طرح التجربه كما عاشها با ستخدام لغه العربيه الممكنه شعرا فناجي من شعرائنا الكبار ف حبا بهذا الوليد الجديد رغم التحفظات التي ذكرتها.
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك