
وسط فوضى البناء الحديث وتراجع الطراز المعماري الراقي، ما زالت مساكن شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، بمحافظة الغربية ،التي أُنشئت عام 1950، تقف شاهدًا على حقبة ذهبية من التخطيط العمراني واحترام معايير الجودة والصحة العامة.
أقدم وأرقى مجمع سكني “كومباوند” في مصر
هذه الفيلات الصغيرة، المحاطة بأشجار المانجو والحدائق الخضراء التي تغطي نحو 60% من المساحة، ليست مجرد بيوت، بل جزء من أقدم وأرقى مجمع سكني “كومباوند” في مصر، لا في القاهرة أو الإسكندرية، وإنما في قلب مدينة صناعية بمحافظة الغربية.
توفر أنقى مياه شرب من الحنفيات
شُيدت هذه المساكن بمعايير كانت تُطبق حينها في أوروبا، حيث تتوفر محطة كهرباء خاصة تضمن استمرار الخدمة دون انقطاع، ومحطة مياه توفر أنقى مياه شرب من الحنفيات، إضافة إلى طرق ممهدة ومُسفلتة بالحديد المسلح، وهو أمر نادر في ذلك الوقت.
إضافة إلى قصر ثقافة ومسرح من أقدم الصروح
يقع بالقرب من المجمع حمام سباحة يعد من أقدم حمامات السباحة في مصر والعالم العربي، ومستشفى بُنيت منذ 75 عامًا وفق أعلى معايير الصحة، إضافة إلى قصر ثقافة ومسرح من أقدم الصروح الثقافية في البلاد.
رغم القيمة العمرانية والمرافق المتكاملة
وتحافظ المساكن على خصوصية سكانها من خلال المساحات الفاصلة بين الفيلات، وهو أمر لم يعد متوافرًا حتى في أرقى الأحياء السكنية الحديثة. ورغم القيمة العمرانية والمرافق المتكاملة، فإن هذه المساكن لا يسكنها أثرياء أو مليارديرات، بل موظفون حكوميون وعائلات عادية.
نشأة مدينة يعيش بها الآن أكثر من مليوني
يرتبط هذا الإرث باسم رائد الاقتصاد المصري والعربي طلعت حرب باشا، الذي لم يكن هدفه جني الأرباح فقط، بل بناء مجتمع اقتصادي متكامل. فقد أسس مصنعًا كان في وقت من الأوقات الأول عالميًا في منتجاته، وأسهم في نشأة مدينة يعيش بها الآن أكثر من مليوني نسمة، كانت يومًا ما تنتج أفخر قمصان القطن في العالم.
إرثًا تاريخيًا يجب الحفاظ عليه من غول
أهالي المحلة الكبرى يرون في هذه المساكن إرثًا تاريخيًا يجب الحفاظ عليه من غول رأس المال الفوضوي، وذكرى حيّة لرجل صنع نهضة اقتصادية حقيقية.
تابعونا علي صفحة الفيس بوك