كتب حنان محمد
يا يوم أحمد
يا يومَ أحمد دونَك الآلاءُ
نِعمَ الحِباءُ حِباكَ والإهْداءُ
اللهَ، في يومٍ أضاءَ صباحُهُ
بمحمدٍ فانجابَتْ الظلماءُ
جلّ الذي عمّ الوجودَ بنُورِه
فانْسابَ فيكَ ضياؤهُ اللألاءُ
ميلادُك الميمونُ ميلادُ الورَى
وشريعةُ الإسلام مِنك دواءُ
مُذْ كُنتَ،أنت الصّادقُ المأمونُ، قدۡ
جُمِعت بكَ الأخلاقُ وهيَ هباءُ
فالجودُ مردودٌ لكفّكَ فضْلهُ
والحسْنُ من حُسْنِك لهُ إغْضاءُ
والحِلم معۡقودٌ بحلْمِك بابُه
والحُكم مرۡهونٌ له الحُكماء
والعفْو مقۡرونٌ بعفْوِك ذِكْره
والفضلُ منْسوبٌ فمِنك بداء
كذَب الُألَى زعَمُوا بأنّك كاذبٌ
صدَق الصّدوقُ وكذّب الجُهلاء
سائِل حُنيْنَ عن النّبي وبأسِهِ
يوم استماتَتْ حوْله البأساءُ
سيْلُ الأعادِي حاطَهُ فأماطَهُ
كالطّود شُقّ بمِنكَبَيْهِ الماءُ
الحرب لم تظْفر بمثلك قائداً
والسّلم رايتُها لك البيضاءُ
إن هاجتْ الهيْجا فنارُك نارُها
أو عُدتَ مُبتهِجا فأنتَ الماءُ
أدبُ الحُروب أُدِيلَ مُذ فارقْتَهُ
والسِّلمُ، غدْرٌ بعدكُم ودِماءُ
يا أيها الأمّيُّ بحرُكَ ذاخِرٌ
غرِقَت علَى شُطآنهِ العلَماءُ
أسْرَى بك الرّحمنُ تحتَ سمائِهِ
ثم انطلَقتَ فما حَوَتْك سماءُ
وعرَجْتَ فاجْتزْتَ السَّماواتِ العُلا
وعلوْتَ حتَّى لم يفُتْكَ علاءُ
صلّيت بالرّسلِ الكرامِ جميعهمْ
أنت الإمامُ وكُلّهم إصْغاءُ
ورأيْت مِن آياتِ ربّك كلِّها
ما غابَ عن إدْراكِهِ النُّظَراءُ
ودنوتَ حتّى قِيلَ حسْبُكَ رُتْبةً
هاذِي أصُولُ العرشِ هذا الماءُ
قوسَيْنِ أو أدْنَى بربِّك خالياً
هل تبقَ بعْدُ لطامحٍ علياءُ!
أثنى عليك الله في قرآنه
والله إنْ يُثْنِ، كفاكَ ثناءُ
لكَ أجْرك المَمْنون إكْراماً على
خلُقٍ عظيمٍ كُفؤهُ العُظماءُ
ما مِن صباحٍ يسْتبينُ ضياؤهُ
إلا وتهْتف باسْمك الأحياءُ
في كُلّ أذانٍ وكلّ إقامةٍ
يعْلُو بذِكْرِكَ للسّماءِ نِداءُ
أنْعِم بها بينَ الوَرَى مِن آيةٍ
تسْبِي النُّهَى لو يفْقَه الجُهلاءُ
بالمعجزاتِ أمدّ ربِّي رُسْلهُ
آيات صدْقٍ مالهُنّ بقاءُ
وكتاب أحْمدَ خالِدٌ لا ينْقَضِي
يبْقَى وتهْلك دونهُ الأحياءُ
ربي يصلي والملائك حوله
لمحمدٍ والمسلمون سواءُ
فصلاته فيضٌ يعُمّ برحمةٍ
وصلاتُنا ذِكْرٌ له ودعاءُ
صلّوا على طهَ الحبيبِ وسلِّموا
حتى يعودَ مع الحبيبِ لقاء