كتب عبدالنبى النادى
أنهى أعماله وقرر أن يجلس قليلا مع نفسه قبل أن يذهب للنوم أخذ نفسا عميقا أخرجه بصفير متقطع فلقد كان يوما شاقا لكن ها هو انتهى بسلام،
بعد قليل جاءه إشعارا برسالة منها كانت تفتقده وتنتظر منه أن يحدثها كما عودها مطى شفتيه بملل ثم اغلق هاتفه كأنه لم يرى شيئا عقد حاجبيه باشمئزاز وهو يتذكر؛
الصدفه جمعتهما منذ عدة أشهر ونشأت بينهما علاقة صداقة، كانت دائما تخبره أنها ترتاح له وكان سعيدا بذلك مثلها مثل الكثيرين يرون فيه مستمعا مثاليا ومتحدثا بارعا إلى أن أتى اليوم الذي أخبرته فيه أنها تحبه،
كان اعترافها بمثابة صدمة قوية عقدت لسانه عن الرد قالت له بصدق اعلم أنك تراني الآن إمرأة ساقطة حتى لو أنكرت هذا ولن تشفع لي عندك هذه المأساه التي أعيشها مع رجل سقاني ألوان العذاب
ولن تتخيل كم العوائق بيني وبين الحرية والخلاص، ولن تصدق أني ولأول مرة في حياتي يدق قلبي واعرف معنى الحب ولن تقدر صراحتي.
ظل صامتا يسمعها؛ ما تقوله يرضي غروره كرجل، وهذا ما حال دون أن ينهي علاقته بها، ما المانع أن يدعها تعيش الوهم ويسلي هو بها وقت فراغه؟! كالاطفال استهوته اللعبة أياما ثم أصابه الملل
فأخذ يكسر كل يوما جزءا منها ويـطعنها بـخنجر الإهمال بعد أن كان هو من يضمد جراحها لا يبالي بألامها ويسخر من دموعها، العاهرات لا احاسيس لهن!
كان هكذا يحدث نفسه وبعد أن سبحت معه في بحر من العسل وداعبتها أمواج الوهم حطت على شاطئ الندم.