(مغامرات نون والقلم)للأديبة نجوي سلام.
كتب حنان محمد
الحلقة الأولى ( الطفلة والأستاذ )
في يومٍ ممطرٍ، وفي حديقةٍ ساحرةٍ مليئةٍ بالزهور الجميلة، كان هناك أستاذٌ وقورٌ يجلس على مقعدٍ من الخشب تحت شجرةٍ كبيرة. كان يحمل قلمًا ذهبيًا يلمع تحت أشعة المطر. كان يعلم أن هذا القلم ليس مجرد قلمٍ عادي، بل هو قلمٌ سحريٌ يمكنه أن يحقق أي أمنية.
في ذلك اليوم، ظهرت طفلةٌ جميلةٌ ترتدي فستانًا أزرقًا، كانت تراقب الأستاذ بفضولٍ ودهشة. لم تكن تعرف أن هذا الرجل الوقور يمتلك قلمًا سحريًا.
“مرحبًا! ما هذا القلم الجميل ” قالتها الطفلة بابتسامةٍ واسعة.
أجاب الأستاذ بلطف: “هذا قلمٌ ذهبيٌ سحريٌ. يمكنه أن يحقق لك أي أمنية ترغبين فيها.”
فرحت الطفلة وقالت: “أريد أن أكون قادرةً على الطيران مثل الفراشة!”
الأستاذ أخذ القلم وكتب بحروفٍ ذهبيةٍ على ورقةٍ بيضاء: “أنت الآن تمتلكين جناحين مثل الفراشة. طيري واستمتعي بالسماء الممطرة ، خذي هذا القلم ، اكتبي كلماتك الطيبة وانثري الخير في كل مكان ”
فجأةً، نمى جناحي الفراشة على ظهر الطفلة. أحسست بالخفة والسعادة، وعندما فتحت عينيها، كانت تحلق في الهواء بين الزهور الجميلة. كانت ترقص وتغني، والمطر ينزلق على جناحيها ، والقلم في يدها يزين كل مكان تصل إليه .
وهكذا، أصبحت الطفلة الجميلة بجناحي فراشة تحلق في السماء، والأستاذ الوقور يراقبها بابتسامةٍ على وجهه. كان القلم الذهبي قد حقق لهما سعادةً لا توصف.
وهذه هي نهاية القصة، حيث يستمر المطر في الهطول والزهور تزهر بجمالها، والطفلة الجميلة تحلق في السماء ، بفضل قلمها السحري تحول الألم أملاً ، تكتب رسائلها الصباحية فتصير الحياة حياة .
الطفلة الصغيرة بجناحي الفراشة قد أصبحت الآن حاملةً لقلمٍ ذهبيٍ سحريٍ، وهذا يعني أن لديها القدرة على تحقيق أماني للآخرين أيضًا بكلماتها الطيبة التي تعيد بناء الأرواح المنكسرة .
وهكذا، تستمر الطفلة في مساعدة الآخرين وتحقيق أمانيهم بفضل قلمها السحري.