بحث خاص في صدقة الفطر بقلم محمود عبد السميع حشاد
كتب محمود عبد السميع حشاد
لماذا سميت صدقة الفطر بالزكاة تارة و بالصدقة تارة اخري .؟
سمية بالزكاة : لأنها طهارة للصيام من الشوائب كاللغو والرفث .
وسمية بالصدقة : لأنها تُنقي و تجبر الصيام من النقص والتقصير . كي يصعد الي الله طاهرا مطهر خاليا من الآثام و والتشويه والتقصير.
ويكون طاهرا بما يليق بجلال الله تعالي . لأنه قال في الحديث القدسي: الصوم لي وانا اجزى به..
ولابد من تعريف الصدقة والزكاة في اللغة والاصطلاح.. كي نصل أو نلتمس من الله أو يمُن علينا بمرادة من جماليات الصدقة والزكاة.
فالصَّدقة في اللغة : هي ما يُعطى للفقير من مالٍ أو طعامٍ أو لباسٍ
واصطلاحًا : هي العطيّة التي يُبتغى بها الثواب من الله تعالى، فهي إذًا إخراج المال تقرُّبًا إلى الله تعالى .
و تعريف الزكاة لغة واصطلاحاً
فالزكاة لغة : النماء والريع والزيادة . والطهارة
و اصطلاحا : يطلق على أداء حق يجب في أموال مخصوصة على وجه مخصوص ويعتبر في وجوبه الحول والنصاب . وتطلق على المال المُخرج نفسه ..
و بشيء من التفصيل السريع .
هيا نعرف أولا الفرق بين الصدقة والزكاة .
أولا : الزكاة لها نصاب معلوم فإذا لم تبلغ هذا النصاب أو الحد الأدنى لكمية الذهب أو المال المكنوز فلا زكاة فيه .مثال . الذهب حد الزكاة فيه أو نصاب الزكاة فيه . هو ٨٥ جرام من الذهب الخالص أو عيار واحد وعشرين.
ثانيا : الصدقة ليس فيها نصاب معلوم. فهي للصائم في رمضان لمن ملك قوت يوم وليلة .
والصدقة قد تكون مادية وقد تكون معنوية .
فالمادية . مثل قوله صلي الله عليه وسلم : اتقوا النار ولو بشق تمرة ..متفق عليه .
والمعنوية : مثل قوله صلي الله عليه وسلم: تبسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهيُكَ عنِ المنْكرِ صدقةٌ . رواه الترمذي .
والزكاة أيضا فمنها المادي والمعنوي .
فالزكاة المادية : مثل العُشر في الزروع وربع العُشر في الأموال ووووالخ
والزكاة المعنوية .. كقوله تعالي فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى. 32 سورة النجم
ونحن الان بصدد الحديث عن الصدقة المادية
وهي صدقة الفطر او صدقة رمضان المبارك والكريم .
وسنتحدث ان شاء الله تعالي عن عشوائيات الفهم والفكر في الاخذ والاستنباط من سنة سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم وما احدثته هذه العشوائيات الفكرية المصنوعة بالذات للتشويه والتشكيك والطعن بالسنة الشريفة .
وصانعوا هذه العشوائيات الفكرية الهدامة . يدّعون زورا وبهتانا
أنهم يحافظون علي السنة الشريفة وهم في الأساس معاول هدم فيها .
تعالي نري معا كيف أسسوا للعشوائيات الفكرية المصنوعة والمقصودة عن عمد . كالأعور الذي يري بعين واحدة
أولا . الوارد عن النبي صلي الله عليه وسلم في صدقة الفطر .. أحاديث كثيرة . ولكن نكتفي بحدثين في الصحيحين . أي البخاري ومسلم . كي لا يساور من يقرأ سطورنا الشك .
وهما
1 عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ. أَخْرَجَهُ البخاري وَمُسْلِمٌ
2 عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الخدري قَالَ : كُنَّا نُخْرِجُ إِذَا كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم . زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ. أَخْرَجَهُ البخاري وَمُسْلِمٌ …
ثانيا
اذا الحديث الأول نص علي صنفين واحد من الحبوب والأخر من الثمار .. فأخذوا . بقصد . هذا الحديث وحصروا صدقة الفطر علي التمر والشعير وتناسوا وأخفوا حديث أبو سعيد الخدري وهو صحابي جليل أيضا
والحديث في الصحيحين هو الاخر .. ولكن هم يريدون التشويه والبلبلة ..في اخفائهم حديث ابي سعيد الخدري مُتعمدين الكذب .وكأنه ليس موجود . لغرض في نفوسهم . وهو الكذب. والعياذ بالله
..فوقعوا تحت قول سيدنا النبي : مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ . وهو في البخاري ومسلم
و نأتي لحديث ابي سعيد الخدري .الذي اخفوه متعمدين .
الذي جعل الصدقة أو زكاة الفطر في خمسة أنواع . تيسيرا علي امة الاسلام .
وهي النوع الاول : الطعام . وهذا يشمل كل أنواع الطعام في كل الدنيا يعني لو وجد مسلم في اليابان يخرج من طعامهم سواء وجد عندهم النخل او لا .. ولكنهم يلون السنة الشريف علي اهوائهم
وحصرها بدون اعمال العقل بغية التشديد علي الشعوب وبث الفرقة والضغينة والخلاف والعراك السنوي . وتشويه هذه المناسبة الرمضانية الجميلة . يدل هذا الفعل الشنيع منهم علي ان هناك اهداف غير مرئية . لابد من الحذر والتحذير منها .
والنوع والثاني . أو صاعا من أقط .
والاقط . هو اللبن المجفف . مثل التين المجفف . أو بمعني عصري لبن بدرة . .. يعني مثلا لو في دولة الدنمارك مسلمين موجود لهم الحكم في الحديث .
وهو ان يخرجوا صدقة الفطر صاعا من البن المجفف او البدرة لأنه غالب قوت بلادهم … ولا نصعب عليهم ونجعلهم يستوردوا التمر علي شان ما ينفع ولا يصح الا التمر او الشعير .
لانهم يأخذون بالحديث الأول الذي قصر الصدقة علي الصنفين فقط .وهم بذلك أي الذين يُصعبون ويُحرمون ويُكفرون الذي يُخرج طعام او لبن بانه يخالف السنة .
مع انهم علي كلامهم هم يُكفرون انفسهم لانهم يخالفون السنة باتباعهم اهوائهم و تركهم لحديث ابي سعيد مع انه مُكمل لحديث ابن عمر الاول ولا يخالفه في شيء .
ولكن بغرضهم الخبيث وبكذبهم علي رسول الله يفضحون انفسهم . بأنفسهم . والعياذ بالله . و لان الميديا والقنوات وأموال الخليج خلفهم .تبث سمومهم علي العامة من الناس
النوع الثالث في حديث ابي سعيد هو : الزبيب . وهو أيضا من الأطعمة المجففة ..
وطالما يصح اخراج صدقة الفطر من الزبيب المجفف .. يبقي الافضل إخراجها من الثمار الناضجة والغضة وهي العنب لأنه أصل الزبيب . او ما شابه ذلك قياسا .
لان الدين الاسلامي لم يأتي لجزيرة العرب فقط بل جاء لكل الناس في كل أرجاء الأرض .
والدين جاء لمصلحة البشر . يدُلهم ويُبصرهم بالخير . ويُحذرهم من الشر أي كان . وقد فهم هذا الفهم الامام الأعظم ابي حنيفة النعمان . فأجازها أيضا نقودا .
لا نه عاش في مدينة الكوفة و المدن فيها كثير من البشر لا يزرعون وأغلبهم حرفيين وتجار . والكوفة كانت مدينة كبيرة . فلحاجة الناس . الحرفين والتجار . استنبطها أبو حنيفة نقودا .
وعليه العمل طيلة 1400 عام حتي جاءت الوهابية
و أحدثوا الشقاق بين الناس قاصدين الكذب . و تشوية السنة الشريفة بعقلهم الضعيف . لانهم يأخذون بحديث ويتشبثون به ويتركون الاخر أو يضعفوه .او ينكروه..
وهم بذلك مع تشويههم تشكيكهم وزرع البلبلة عن قصد منهم. يشقون علي الناس. والرسول صلي الله عليهم جبرنا فيهم . ودعا عليهم . فقال : اَللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا, فَشَقَّ عَلَيْهِم , فَاشْقُقْ عَلَيْهِ . رواه مسلم .
ولماذا سميت زكاة ..
لأ نها كما قال الرسول صلي الله عليه سلم . طهره للصائم من اللغو والرفس .
ولماذا سميت صدقة لأنها تقي الصائم الوقوع في ما حرم الله . كما قال الرسول صلي الله عليه .. الصيام جنة .
وقال صلي الله عليه وسلم . الصدقة تطفئ الخطيئة .. وتطفئ غضب الرب .. قال الرسول صلي الله. اتقوا النار ولو بشق تمرة .
والسر ان الصيام لله تعالي والعلة اشتراك الفقراء مع الأغنياء في رفع أيديهم بالصدقة ولو في العام مرة واحدة ..
ويشترك الفقراء مع الأغنياء في الاجر العظيم وتحت قول الرسول صلي الله عليه وسلم : اليد العليا خير من اليد السفلي . رواه البخاري . وعلي كل فقير عليه ان يحرص برفع يده بالعطاء ولو مرة واحدة في العام بإخراج صدقة الفطر لجارة الفقير مثله وهو يأخذ من جارة الفقير .
كي يشتركوا في رفع الايد بالعطاء مع الأغنياء ..ولا يحتجوا علي الله بالفقر .كما في حديث : أهل الدثور ذهبوا بالأجور .
وبما ان الصيام كما قال رسولنا الكريم :لا مثل له لأنه لله وقال في الحديث القدسي : الصوم لي وانا اجزي به ..فكأن الله ارد ان يجبر كل الصائمين ويساويهم جميعا برفعهم ايدهم بالصدقة.
ويدخلهم في رحمته جميعا بالصيام . ويقبله منهم فقيرهم وغنيهم
وهذا المعني أيضا مستنبط . من حديث أبي هريرة . أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا :
ذهب أهل الدثور بالأجور ، فقال : وما ذاك ، قالوا : يصلون كما نصلي ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق ؟ فقال رسول الله : أفلا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم ، وتسبقون به من بعدكم
، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل الذي صنعتم ؟
قالوا : بلى يا رسول الله . قال : تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة . فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله
فقالوا : سمع إخواننا من أهل الأموال بما فعلنا ، ففعلوا مثله . فقال رسول الله: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. رواه مسلم . وهنا نفس المعني
وهو الصدقة فيها نفس المساواة بين الغني والفقير في عطاء رمضان وأن الصيام بما انه لله فربطه سبحانه بصدقه بسيطة يتساوى فيها الغني والفقير .
. وكي لا يحتج الفقير كما احتجوا بأن الاغنياء ذهبوا بالأجر كله. في حديث ذهب أهل الدثور بالأجور .. فقال صلي الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
وهنا أيضا يستنبط نفس المعني في قبول الصيام والصدقة والزكاة
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . والله ذو الفضل العظيم ..ونسال الله تعالي لنا ولهم الهداية والرجوع الي الصواب . ونسال الله تعالي يقبل منا شهر رمضان طاهرا نقيا .
ويرزقنا واياكم الصحة والعافية . وان ينصر مصر علي كل اهل الشر في الداخل والخارج . ويحفظها وجيشها وقادتها وشعبها من كل مكره وسوء وشر يآرب العالمين..
وزكاة الفطر أو صدقة الفطر هذا العام :
حدد فيها مفتي الديار المصرية الدكاترة : شوقي إبراهيم علام . حفظه الله . ب 35 جنيها للفرد . وهو الحد الأدنى ومن زاد عن ذلك فهو خير له .كما قال تعالي : ومن تطوع خيرا فهو خير له .