صورة المرأة فى أعمال الأديب فخرى أبو شليب بقلم د/ نجوى محمد سلام ( الفراشة الحالمة )
كتبت حنان محمد بعرور

يقول قاسم أمين: المرأة تساوي الرجل، وظروفها البائسة ترجع إلى ظلم الرجال الذين لم يمنحوها فرصة التصرف في الحرية وروح المسؤولية، بل أرغموها على الجهل المطبق بمختلف الذرائع
وانطلاقاً من تلك النقطة المحورية ” المرأة تساوى الرجل ولا تقل أهمية عنه فى تأثيرها ” تمحورت أعمال أديبنا السردية والروائية
فالمرأة فى عوالم كاتبنا المبدع الإبداعية لها ملامح سحرية تفيض أنوثة وحنان ، فقد كانت صورة المرأة انعكاساً حقيقياً لما هو قائم فى مجتمعنا المصري بقطبيه القرية والمدينة . فقد برعت أبجديته فى نقل الصورة الحقيقية لواقع المرأة المصرية على اختلاف الزمان والمكان .
فقد أخذت نصوصه الإبداعية على عاتقها تقديم واقع يرصد صورة المرأة التى تحتل مواقع مختلفة في الحياة مثل المرأة العاملة والمفكرة والطالبة الجامعية وربة البيت . وسعى سعيه الحثيث لتقديم المرأة من زوايا عديدة فنجدها تارة الحبيبة وتارة الصديقة وتارة الإبنة وفى أحيان كثيرة الأم والجدة اللتان تمتد آثارهما الطيبة لنفس الابن والحفيد ، لافتا إلى أن إبداعه الأدبى احتفى بـ”المرأة في صور متعددة ومختلفة”، ولم يقتصر على صورة “ربة البيت فقط”.
وظلت صورة المرأة المؤثرة الايجابية هى المحور الرئيسى الذى دارت حوله معظم أعماله الإبداعية فلم نر صورة المرأة السلبية إلا نادراً لا يكاد يبين .
إن المتأمل لكل أعمال كاتبنا الإبداعية سيلتقط سريعاً العامل المشترك الأعظم فيها فما تزال تتسيدها صورة المرأة الرومانسية والعاطفية والضعيفة، التي لا تمتلك خيارا في قرارها، والتي تعشق بهوس ولا تمتلك حق البوح بهذا العشق خوفا من ردة فعل المجتمع.
ونظراً لخصوصية المرأة فى عوالم فخرى أبو شليب الأبداعية فقد أفرد لها الكاتب مساحات ذات أهمية على صفحات معظم أعماله حتى أن أعمالاً إبداعية توج عنوانها فأطلت علينا العناوين حاملة أسماء نسائه التى رسم ملامح شخصياتهن على صفحاته العذراء .
ففى مجموعته القصصية ” لعبة المكعبات ” أطلت علينا ” فردوس ” و ” المجنونة ” و ” الخالة هانم ”
وفى مجموعته القصصية ” الحى القديم ” أطلت علينا نسائه باطلالة أخرى لا تقل روعة عن سابقتها
فنجد ” حكاية نفيسة ” و ” بنت حلقولة ” و ” باتعة الفاكهانية ” و ” البرنسيسة ”
، وكانت لا تزال ” المجنونة ” لها سطوتها على قلمه فلم تغادر تلك المجموعة أيضاً بل احتلتها عنوة شاهره فى وجه القارئ سلاح وجودها قائلة له أنا هنا أيضاً .
وفى مجموعته القصصية ” الفصول الأربعة ” حملت خمس قصص فى عناوينها أسماء نساء كانت شخصياتهن استثناء فقد تمردن على منطقة العادى أو التقليدى فحفرن لأنفسهن وجودهن الطاغى فى عقل المتلقى رافعات شعار ” نحن لا ننسى ”
فمن منا استطاع نسيان ” سلوى عبد الكريم ” و ” غادة الكاشف ” و ” عايدة رشاد ” و ” الدكتورة ” و ” أم محمود ” ؟
كن خمس شخصيات نسائية كتبن باحترافية شديدة وإبداع فاق فى رقيه حدود عوالم آدم التى شكلت ملامح المجموعة القصصية فنجد خمس قصص من أصل ” 17 ” هى قصص المجموعة كاملة تعبر عناوينها صراحة عن نساء بينما حملت باقى عناوين قصص المجموعة أسماء رجال .
لتؤكد أبجدية أديبنا القدير أنها مدركة لقيمة وأهمية المرأة فى الوجود البشري وأنها ليست فقط نصف المجتمع بل هى أحد الأعمدة الأساسية التى يقام عليها الإبداع الأدبى فى أعمال أديبنا القدير .
ثم تطل علينا ” الست عيوشة ” و ” الست صفية ” و ” بتول ” فى مجموعته القصصية ” الوجه الغائب ” متدثرات بدثار له لون مميز يشى بالوقار حتى أنهن لم يتخلين عنه حتى فى العتبة الأولى للعنوان ” الست …. ”
ولم تخلو صفحات أعمال أديبنا من بصمة وروعة التواجد النسائي فمن منا ينسى ” نينة اعتدال ” و ” حرة ” و ” عفيفة ” ورسائلها العتيقة التى انطلقت منها صرختها المدوية الشهيرة ” ألسنا جميعاً أبناء الله ؟ ” فى روايته ” صفحات مطوية والتى يطلق من خلال شخصيتها الأسرة وعشقها لفؤاد سؤال فى غاية الخطورة .
جميعهن نساء من طراز خاص كان ولا يزال الاستثناء وسطوة الحضور يليق بهن على الدوام .
ولم يكتف الكاتب فى رسم ملامح شخصياته النسائية بالصبغة المصرية بل أعلن فى وجه الجميع فصاحته واتساع ثقافته التى حملت جيناتها الملامح الأجنبية فأطلت علينا ” ما كيكو ” و ” المدموازيل ” فى مجموعته القصصية ” المدموازيل ”
فــــــ ” كاترينا باسيلي بابا دوبولوس ” اليونانية الوحيدة التى بقيت من أسرتها التى استقرت فى الإسكندرية منذ الحرب العالمية الثانية والجميع يدعونها ” المدموازيل ” وفى…
تابعونا على صفحتنا الفيس بوك