مقال

لماذا هي مناوشات؟ ولماذا هو تصعيد ؟

بقلم: عبير مدين

أصبحنا وأمسينا مرة ننتظر الرد الإسرائيلي، ومرة ننتظر الرد الإيراني، وكل مرة نضع إحتمالات ونضرب أخماس في أسداس ليس من باب أن الضربة ستكون مؤلمة، لكن من باب الخوف من أن تخطئ الضربة الهدف الوهمي، وتصيب هدفا هاما يقلب موازين اللعبة.

إسرائيل التي تفوقت في عملياتها الإستخباراتية والعسكرية الفترة الماضية في تصفية من وضعتهم في دائرة الإغتيال، وسواء كانت التصفية مدبرة أو من قبيل الصدفة، فهي تحتفل بالنصر المزعوم الذي يؤجل من نهاية نتنياهو وتعريضه للمحاكمة.

العجيب أن خلال الضربات المتبادلة السابقة، والتي من خلالها تم إقتلاع قادة بعض الكيانات التابعة لإيران بالخصوص ومنهم إسماعيل هنية، الذي تم إقتناصه من سريره، وسط الحرس الثوري الإيراني، لم تحاول إسرائيل محاولة جادة للتخلص من خامنئي.

كما لم تفلح إيران في إغتيال نتنياهو الذي ترك لهم بيته خاليا من ساكنيه! بالتأكيد لم تكن صدفة ولكن جزء من الإتفاق الذي سوف يظهر يوما تسريبا لوثيقة ببنوده، وإن كنت أتخيل أن أهم بنوده حماية نتنياهو، وتوفير مبررات لتجاوزاته وحمايته من المحاكمة مستغلا أخر عهد الفترة البايدنية في رعايته.

وفي المقابل إظهار طهران أنها بطلا تحارب إسرائيل بدعوى تحرير المسجد الأقصى السني، وهي إن كانت ستفكر في تحريره، فهي ستفكر لتحوله لحسينية لنتحسر عليه، ونموت كمدا، وهذا غاية المنى عندها.

اليوم إسرائيل أعلنت رسميا إنتهاء هجماتها، حيث قالت أن الموجة الأولى من الهجوم إستهدفت مواقع أنظمة الدفاع، والموجة الثانية والثالثة من الهجوم إستهدفت منشآت تخزين اماكن الصواريخ البالستية والمسيرات، وأماكن إنتاج الصواريخ البالستية.

في المقابل الإعلام الإيراني قلل كثيرا من الهجوم، وذكر أن أنظمة الدفاع الإيراني تصدت له!
‏إسرائيل في ورطة حقيقية، فهي فشلت في رد الإعتبار أمام مستوطنيها، والدول المطبعة، خسرت ورقة التهديدات التي كانت تلوح بها طوال الفترة الماضية.

أخفقت في تكبيد إيران تبكي عليها، ستكون معرضة لخطر الرد الإيراني المحتمل في أي لحظة، والذي قد يسبب ضررا لها يضعها في موقف أكثر حرجا، وكما أنها صدمت من قوة الدفاعات الإيرانية.

ولأن فترة المناوشات زادت واتسعت دائرة أهدافها فهي وقعت في منطقة رمادية بين المناوشات والتصعيد، فتارة نرى الضربة مجرد مناوشات، و جزء من مسرحية إعتادنا رؤيتها وتارة تقترب الضربة من الخطر لذا نحسبها تصعيدا.

لذا وجب علينا كل مرة إنتظار صور الأقمار الصناعية، كي تتضح الصورة كاملة لنستطيع تحليلها، ووضع كل شيء في موضعه.

وإلى اللقاء في ضربات جديدة قادمة.

تابعونا على صفحة الفيس بوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى