الأعشاب والأشجار
لم تعد ندرة الأدوية والعقاقير تشغل بال كثير من مواطني ولايات كردفان وسط السودان بعد أن لجأ أغلبيتهم للتداوي بالأعشاب والأشجار المحلية، إذ يرون أن العقاقير ما هي إلا سموم تسبب أمراضا أخرى أكثر سوءا.
ورغم بلوغ الحاج حامد الفكي الـ85 من عمره فإنه لا يزال يذكر زيارته للمستشفى منذ أكثر من خمسين سنة قبل أن يقرر العودة إلى داره دون مقابلة الطبيب، حيث كان يعاني من آلام حادة إثر لدغة ثعبان.
ويقول “كنت شابا صغيرا لا أعرف عن الطب والعقاقير غير ما تنتجه الأشجار من بذور ولحاء وبراعم للتداوي بها من كل الأمراض تقريبا”، ويضيف أنه ما زال يعتمد على الأعشاب وأغصان الأشجار وجذوعها ولحاء بعضها في الاستطباب من أي مرض مهما كانت قوته، مؤكدا أنه لم يذق طعم المسكنات في حياته ولا أي دواء آخر.
ونظرا لافتقار المنطقة إلى الأدوية والعقاقير الطبية يضطر الكثيرون للجوء إلى الأشجار والأعشاب للتداوي بها من أمراض تبدو عصية العلاج على الطب الحديث، كما يتحدث مواطنون عن تخوف بعض كبار السن من العقاقير الطبية وعدم تعاملهم معها إلا نادرا.
تأثيرات جانبية
ويعتبر المواطن محمد إبراهيم إيدام أن انعدام الأدوية والعقاقير والمراكز الصحية يدعم رؤية أولئك الذين يقاطعونها، حيث لا يوجد أي طبيب في معظم المدن القريبة، مشيرا إلى لجوء المواطنين للأعشاب خوفا مما يسمعونه من أخطاء طبية تسببت بكثير من المشاكل للمرضى.
وفي هذا السياق، يقول أحد الأهالي ويدعى إبراهيم عبد الهادي إن العقاقير الطبية والأدوية تتسبب بكثير من الأمراض الخطيرة، مثل ضغط الدم والسكري والسرطان والفشل الكلوي، ويضيف للجزيرة نت “لم نسمع بهذه الأمراض بين آبائنا وأجدادنا، لكنها ظهرت مع كثرة الأدوية التي يتعاطاها الناس بحسب الوصفات الطبية”، معتبرا أن نفع الأعشاب أكثر من ضررها على أي حال، ويشير إلى أنه حينما يصاب بأي مرض فإنه يخفي الأمر عن أهله كي لا يقترحوا عليه الذهاب للمستشفى الذي يكره رائحته، معتبرا أن العقاقير الطبية مهما كانت مفيدة فلن تكون أفضل من الأعشاب الطبيعية.
تابعونا على صفحة الفيس بوك