قصص

الزهور السامة…..الزهور السامة

بقلم: أحمد محمود شرقاوي

انهاردة، كان لازم اتنازل عن كبريائي وأروح لابن عمي واتكلم معاه بكسرة، نِفس لعل وعسى يشفق عليا ويشغلنين، معاه في المكتب بعد ما حياتنا المادية بقت مِن أسوأ ما يكون، لأن بعد موت أبويا اللي كان معيشنا في مستوى عالي كل حاجة اتهدت خلال 3 سنين بس، وبعد ما كنت في مدارس انترناشيونال دخلت جامعة حكومي، وبعد ما كنا ساكنين في الزمالك روحنا منطقة شعبية، زي ما بيقولوا وقعنا من سابع سما لسابع أرض..
وعمي اللي كان معاه فلوس كتير قرر إنه يتخلى عني أنا وأمي وميسألش فينا، عشان كدا أول ما اتخرجت لفيت على كل مكاتب المُحاماة لعل وعسى أعرف أجيب فلوس ونعيش أنا وأمي، بس اتفاجئت إن المرتبات ألفين وتلاتة في الشهر، نفس المبلغ ده كنت باخده يوميًا من أبويا كمصروف، وعشان كدا ملقتش ملجئ غير مكتب المحاماه بتاع ابن عمي الكبير، مكتب كبير أوي وأنا بنت عمه وأولى حد يشتغل في المكتب، وهو غير أبوه خالص واستحالة يرفضني..
وفعلًا روحت وأنا مكسورة أوي، وعلى عكس المتوقع رحب بيا ترحيب غير عادي، ولما قولتله إني بدور على شغل عشان أتدرب في مجال المحاماة ولو ينفع يشغلني أو يوديني أي مكتب ابتسم وقالي إنه هيشغلني هنا في المكتب وبمرتب كبير كمان، ووصى عليا البنات في المكتب إنهم يعلموني كل كبيرة وصغيرة ويهتموا بيا بزيادة..
وفي يوم وليلة حسيت بالأمان، وحسيت إن فيه أمل إني أرجع للحياة القديمة اللي كنت عايشاها مع بابا مرة تانية، ومع الوقت بدأت أتعلم كل حاجة فعلًا، بس مهما كنت بتطور في شغلي كان المرتب ثابت، ومكنش ينفع أتكلم لأني كنت بقبض أعلى من كل البنات في المكتب وأنا أجدد واحدة معاهم، ولقيت الحل، حل بسيط وسهل جدًا، ليه متجوزش ابن عمي، هو اه أكبر مني يمكن ب12 سنة بس لسة أعزب، والسبب إنه تخين تُخن مُبالغ فيه، كان جسمه مليان لحد كام سنة بس، وبعدها جاله مرض وجسمه تضخم أوي، ولما خطيبته سابته اتعقد وقرر يشيل فكرة الجواز من دماغه خالص، عشان كدا بدأت أنصب الفخ بتأني كبير عشان الفريسة تقع بسهولة..
بقيت بهتم بيه اهتمام كامل، الأكل والشُرب، مواعيد العلاج لأنه كانت عنده مشاكل في التنفس والجهاز الهضمي بسبب وزنه، اتصل بيه كل شوية، أخرج اشتريله حاجته كلها، خليته يتعلق بيا لمدة 3 شهور، وبعدها اختفيت من المكتب لمدة 10 أيام كاملين، ولما كلمني ووصلي وهو مخضوض لمحتله إني معجبة بيه ومشيت عشان متعلقش أكتر، ولما حاول يوصل لحل معايا قولتله إن الحل الوحيد إننا نتجوز، ولما رفض قولتله ده الحل الوحيد أنا بنت عمك وهفضل جمبك ومش هسيبك ولو لحظة واحدة بس، هشتغل معاك، وهبقا معاك في بيتك، ههتهم بيك وبصحتك وبحياتك، هنورلك الضلمة كلها اللي في حياتك، وفي النهاية وافق واتجوزنا.
ورجعت المكتب بعد الجواز بس مش واحدة موظفة، رجعت كصاحبة المكان كله، وبقيت عاوزة أعرف كل جنيه بيدخل كام وكل جنيه بيخرج كام، مرتبات البنات، الشغل، كل حاجة، بس هو لما لقاني بتدخل في كل حاجة بدأ يصدني، كان بيعملي كل حاجة إلا إني أفسد الشغل أو أحشر نفسي في كل التفاصيل، اشترى ليا عربية وشقة وحسيت إن خلاص أيام زمان بترجع تاني، بس لما لقاني بتدخل في كل حاجة قرر يقعدني في البيت..
ولقيت نفسي مضطرة أبقا مراته، بس محتاجة أتباهى بيه مش أستعر منه، عشان كدا بدأت أدور على حاجة فعالة للتخسيس، كلمت صديقة عمري وكانت صيدلانية وقالتلي فعلًا فيه برشام كويس جدًا، وبما إني عارفاه هيعترض فكنت بديهوله وسط الأكل ومع العلاج بتاعه، بس البرشام مع الوقت مكنش بيجيب نتيجة أبدًا، وده خلاني أستغرب وارجع لصاحبتي، وادتني نوع تاني، بس الأغرب إن وزنه كان بيزيد مش بيقل..
ولما يأست من فكرة إنه يخس بدأت أتحايل عليه أرجع الشغل تاني وفعلًا رجعت، وبقيت براقب كل حاجة من بعيد من غير ما أتدخل فيها، لحد ما تعب فترة بسيطة ومسكت أنا المكتب وقدرت أعرف تفاصيل كتير أوي في الشغل، بل وطلعت بمبلغ كويس أوي من وراه، وبقا من مصلحتي إنه يفضل مريض زي ما هو، كلمت صاحبتي وقالتلي فيه نوع برشام تخسيس بس اتمنع من وزارة الصحة، بينشط البكتريا في الجهاز الهضمي وبيعمل ديدان بتدمر القولون، هو بيخليك تخس بس تتدمر وتفضل مريض تماما، وطلبته منها..
هضرب عصفورين بحجر واحد، منها إنه يخس، ومنها إنه يفضل مريض وأنا أعمل ثروة من المكتب، وفعلًا بدأ ياخد البرشام ويخس بسرعة، بس كان بيشتكي من تعب كبير، وكنت بقوله ده نتيجة برشام تخسيس بديهوله في العلاج وأخيرًا جاب نتيجة، وفعلًا صدقني وبقا مستمر عليه، بس كان تعب جدًا وبقا في السرير وقت طويل، وأنا مكملة في المكتب وعايشة حياتي بطريقة كويسة جدًا جدًا..
لحد ما بدأت أتعب تعب غريب أوي وتجيلي أنيميا شديدة، كشفت عند أكتر من دكتور بس مكنتش فيه نتيجة، ووداني جوزي لدكتور معرفة وقال محتاجة عملية ضروري وفي أسرع وقت، والعملية هتتكلف نص مليون، طلبت منه الفلوس قالي نبيع عربيتي والشقة لأن مفيش سيولة معاه ولما أخلص العملية هيجبلي غيرهم، وفعلًا بعتهم، ومسافة ما عملت لقيته بيطلقني وبياخد مني كل حاجة وبيرميني في الشارع..
صاحبتي الخبيثة كانت بتحقد عليا لأني اتجوزت ابن عمي الغني، بس كانت بتفرح فيا لما تلاقيني مش مبسوطة معاه لأنه تخين، ولما طلبت منها برشام كانت بتديني برشام بيزود الوزن مش ينقصه، ولما طلبت منها مرة تانية حاجة تخليه تعبان اقترحت عليا البرشام ده، بس مش عشان تساعدني، لا، عشان لما يتعب تروح تحكيله وتطلع بمصلحة من ورايا، وفعلًا لما تعب حكيتله كل حاجة وقالتله اعمل تحاليل وهتتأكد من كلامي، وكمان رسمتله خطة إنه يديني أدوية في الأكل تعملي أنيميا ونرسم خطة العملية عشان ياخد حاجته مني، العربية والشقة، وطلقني واداها مكافأة كبيرة أوي..
للأسف الطمع، الإنسان اللي بيبص لرزق غيره ويسخط على اللي في ايده، الإنسان اللي ممكن يعمل أي حاجة حرام عشان الفلوس، للأسف النهاية بتكون من أسوأ ما يكون، وزي ما قالوا قديمًا (الطمع يقل ما جمع)..

تابعونا على صفحتنا فيس بك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى