رواياتقصص

حدث بالفعل..قصة في مدينة حلوان “ممرضة مستشفى حلوان العام”

بقلم: أحمد محمود شرقاوي

اللي في الصورة دي مُنى ممرضة مستشفى حلوان العام، الست الطيبة البريئة اللي كانوا بيسموها ملاك الرحمة، واللي مع الأسف وحتى بعد موتها تخرج جثتها من قبرها عشان تبقا أكبر لغز في الفترة الأخيرة وبالأخص لسكان المنطقة كلها. “حلوان”
سنة 2021 وبالأخص في مدينة حلوان كانت منى أحمد 40 سنة بتشتغل ممرضة في مستشفى حلوان العام، وكانت مشهورة وسط زمايلها بالطيبة الشديدة، لدرجة إنها كانت مُلقبة بالملاك، وقتها كان وبا/ء فيروس كور٠ونا منتشر والاجراءات الاحترازية بتتاخد بصورة شديدة في كل أركان البلد وبالأخص في المستشفيات.
ومستشفى كبيرة زي حلوان العام كانت بتستقبل يوميا عدد كبير من المُصابين بفيروس كورونا وبيحاولوا يعملوا معاهم الاجراءات ويقدمولهم العلاج المُناسب، وكانت مُنى جندي من الجنود اللي بيقدموا ده بكل إخلاص للمُصابين دول بنفس رضية وبإصرار كبير، بس يشاء ربنا ان منى أحمد تتصاب بنفس الفيروس وتظهر عليها الاعراض وتتعب تعب شديد، وكان واضح ان الاصابة جتلها من المستشفى بسبب استقبالها يوميا لكتير من الحالات، ويشاء ربك انها تتوفى خلال أيام بس ويقع خبر وفاتها على كل زمايلها في المستشفى زي الصاعقة من السما.
وبالفعل يخرج تصريح الدفن وتجهز جنازة صغيرة من أهل منى اللي ينطلقوا ناحية مقابر عرب راشد بحلوان عشان يدفنوها مع مراعاة الاجراءات الاحترازية وإلغاء أي مراسم من مراسم العزاء بسبب الفيروس المنتشر.
وتدفن منى وسط موجة من الحزن الشديد سواء على محيط الأهل أو زملاء العمل، وافتكر الكل بلا استثناء إن الموضوع انتهى ودخلت مُنى لمثواها الأخير، بس واضح إن كان فيه فصل كامل في الرواية دي لسة منتهاش.
بعد يوم واحد من دفن مُنى وأثناء مرور حارس المقابر من جمب قبرها يُفاجئ بالقِفل بتاع القبر مكسور والقبر مفتوح، وفورا يحس التُربي إن فيه مُصيبة حصلت في المكان ويقرر يفتش المكان كله، وأثناء بحثه جمب المقبرة يتفاجئ بالمشهد الأبشع على الإطلاق.

فاعل الجريمة
فاعل الجريمة
جثة مُنى برة قبرها ومشتعلة فيها النار في مشهد بشع متشوفوش حتى في أكتر الأفلام دموية وسادية، وفورا ينطلق التُربي ناحية قسم حلوان وبالأخص ناحية مقدم المباحث محمد السيسي ويبلغه بالخبر المشؤوم، وتطلع قوة في نفس التوقيت من قسم حلوان وتتجه ناحية مقابر عرب راشد عشان تتحقق من الواقعة الفريدة من نوعها دي، ويوصل الخبر لأهل مُنى اللي يُصابوا بصدمة غريبة ويجروا ناحية المقبرة عشان يتأكدوا من الموضوع.
وكانت الجثة في انتظار المباحث وأهل مُنى قدام قبرها وأجزاء كتير منها محترقة بالنار، واشتعل الرأي العام وقتها نظرا لبشاعة الجريمة الكبيرة دي، وتتنقل الجثة للطب الشرعي وهناك كانت فيه مفاجأة كارثية زودت غضب الناس في الشارع المصري وطالبوا الحكومة انها تقبض على الفاعل ومعاقبته في أسرع وقت.
الجثة كان ظاهر ان فيه آثار اعتداء جن٠سي عليها قبل اشتعال جسمها بالنار، وان الاعتداء ده حصل بعد موتها بساعات كمان، يعني فيه حد فتح القبر واعتدى على الجثة جنسي/ا وبعدها حاول انه يخفي معالم الجريمة بإنه يولع في الجثة، وبدأت المباحث تكثف التحريات وتجيب عدد كبير من قرايب الضحية عشان يجمعوا كم كبير من المعلومات يقدر يوصلهم لمرتكب الجريمة دي، خاصة إن الشكوك كانت رايحة في البداية ناحية زمايل منى في المستشفى وانها ممكن تكون جريمة بدافع الانتقام.
بس كل جهود الشرطة موصلتش لحاجة وبالاخص إن سمعة منى كانت كويسة جدا في المستشفى والكل أجمع انها كانت انسانة طيبة وخدومة جدا جدا، ومكنش ليها أي عداوات مع حد إطلاقا، وبدأت بعدها تحريات الشرطة ناحية المنطقة اللي ساكنة فيها مني، عشان يتقال نفس الكلام تقريبا عنها، ست محترمة والكل بيشهد لها بالاخلاق والاحترام.
وعلى مدار 15 يوم كاملين احتارت أجهزة الشرطة، ومين اللي ممكن يرتكب جريمة بشعة بالشكل ده، ومكنش فيه غير مكان واحد ممكن يوصل الشرطة لطرف خيط، وهو المكان اللي وقعت فيه الجريمة نفسها.
مقابر عرب راشد، وبدأت الشرطة تفرغ كل أجهزة الكاميرات اللي بجوار المقابر وتزود تحرياتها على التُربي اللي اكتشف وجود الجثمان قدام القبر، بس كل الناس والشهود أكدوا إن التُربي ده استحالة يفكر يعمل جريمة زي دي، لحد ما حد من الشهود وقع بلسانه وقال كلمة كشفت الجريمة كلها.

فاعل الجريمة والضحية
فاعل الجريمة والضحية
قال إن التُربي ده كان على خلاف مع زميل تُربي تاني اسمه مصطفى محمود ومشهور بمصطفى بسبوسة، وبالفعل تم استدعاء مصطفى بسبوسة وخدوا أقواله عن الجريمة المشهورة وسألوه عن خط سيره وقت وقوع الجريمة في ليلة الجريمة، وكان رد مصطفى إنه كان قاعد على القهوة اللي متعود يقعد عليها كالعادة، وحبت المباحث تتأكد من كل كلمة بيقولها خاصةً إنه كان محل شك كبير، واتضح إن الراجل بيكذب من خلال تفريغ الكاميرات وسؤال الموجودين إنه محضرش للقهوة في الليلة دي، وعشان كدا تم استدعائه مرة تانية واتعملت عليه لعبة عبقرية من رجال الشرطة.
المباحث واجهته وقالتله إن الفيديوهات المتفرغة من كاميرات المراقبة جابته يوم الجريمة وهو داخل المقابر بالليل، وهنا ظهرت رعشة على مصطفى لاحظها رجال المباحث، وبدأ ينكر إن له علاقة بالجريمة من الأساس، بس مع ضغط كل أجهزة الشرطة عليه قرر في النهاية انه يعترف بكل حاجة وبالتفصيل.
مصطفى قال انه كان على خلاف مع مسؤول المقابر في المنطقة، أو بالأخص الراجل اللي بيعين الحُراس على المقابر بسبب أفعاله، وتم طرده من العمل وتعيين تُربي جديد غيره، الموضوع ده معداش على مصطفى مرور الكرام، بل امتلأت نفسه بالغضب والحقد على التُربي اللي خد مكانه وقرر يرسم خطة الشيطان نفسه برئ منها.
مصطفى عرف ليلتها إن فيه جثة هتدفن في المقابر لواحدة، فقرر انه يطلع الجثة من قبرها عشان يسوء سمعة المسؤول والتربي الجديد وان فيه إهمال كبير منهم، وبالفعل نفذ خطته بالليل وطلع الجثة من المقبرة وكسر القفل بدون أي مشقة لأنها كانت مهنته من الأساس.
وقام مطلع الجثة بس وقتها نفسه راودته انه يكشف وجه الجثة عشان يلاقيها في حالتها الطبيعية وشكلها جميل جدا، فيقرر يعتدي عليها ولما انتهى تماما قرر يشعل فيها النار عشان يخفي اثار الاعتداء، وبعدها ساب الجثة مكانها وهرب من المكان كله.
شهادته قدام النيابة أصابت المحققين بالذهول لأنهم مقدروش يستوعبوا إن ممكن إنسان طبيعي ممكن يعمل فِعل زي ده، وبالتالي تم عرضه على مصحة للأمراض النفسية والعقلية واللي أثبتت ان مصطفى في كامل قواه العقلية وانه ارتكب ده بكامل إرادته، وبالتالي اتحول للمحكمة اللي قرررت تطبق عليه أقصى عقوبة ممكنة واتحكم عليه ب15 سنة سجن مع الاشغال الشاقة، رغم ان كتير من الناس كانوا بيأيدوا حكم الإعدام في المجرم ده.
وسواء كان إعدام أو سجن فالجُرم مش هيعدي من قدام المحكمة الإلهية مرور الكرام يوم القيامة، ولو قررنا ناخد عبرة من الجريمة دي وهي إنك مينفعش بأي حال من الأحوال إنك تلعب بالنار مع الأموات لأن للموت حُرمة شديدة، ولا انك تمشي في سكة البرشام لأن التحريات أثبتت انه كان متعاطي وقت ارتكاب المصيبة دي، دايما حاول تتحكم في حقدك وغضبك وتاخد حقك بالطرق الحلال والقانونية، وإلا هيقع عليك وزر الظالم اللي ربنا توعده يوم القيامة وقال “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار”
ومتنسوش تترحموا على منى..

تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى