
برعاية د علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر وأمين عام اتحاد الأدباء والكتاب العرب
أقامت النقابة الفرعية لاتحاد كتاب وسط الدلتا برئاسة أ د أسامة البحيري ندوة نقدية لمناقشة رواية ( جذر بطاطا ) للكاتب المبدع نشأت يونس .
شارك في المناقشة:
د شيماء بكري تحدثت: التناص الثقافي و الزمكاني في جذر بطاطا: حبكة معقدة و إبيجراما سردية
امنح الشخص الذي تحبه… الأجنحة حتى يطير، والجذور حتى يعود، والسبب حتى يبقى.
إلى كل الباحثين عن الحقيقة تحت الركام، فوق السحاب، أو في طيات كتاب..
إلى كل ضحايا الحروب والاحتلال -بكل أنواعه- في كل مكان وزمان..
إلى كل مهاجر استقل طائرة ما، أو قاربًا ما، أو داخل صهريج ما!
إلى رسل الإنسانية والإخاء والمحبة… عابري الأسلاك الشائكة، محاربي طواحين الجمود، هادمي صوامع الكراهية ومحاريب التحريض…
أنا معكم جميعًا.. أنا منكم!
بتلك اللغة الشاعرة والأسلوب الأنيق، أبدع نشأت يونس في الربط بين عنوان الرواية والمقولة الافتتاحية والإهداء، فاجتمعوا معًا ليشكلوا إطارًا دلاليًا رائعًا يعكس مدى جوهر الرواية وأبعادها العميقة. تدور أحداث الرواية حول قضايا الهوية والانتماء والتصالح مع الماضي، مستندة إلى رؤية فنية تتجاوز السطح لتغرق القارئ في أعماق التجارب الإنسانية.
استطاع نشأت يونس بحرفية وإتقان أن يأخذ بيد القارئ ويحدفه حدفًا –إن صح التعبير- إلى داخل روايته، فيغوص به في عالم من التشويق والإثارة، حيث تتشابك الأحداث بطريقة محكمة تجعله يعيش بين شخصياتها ويتفاعل مع قصصها كأنها قطعة من واقعه. تتجلى براعة نشأت يونس في خلق عالم سردي يدعو القارئ إلى التمسك بالمبادئ والقيم، والتأمل في معنى الهوية والحفاظ عليها مع التأقلم على الجديد، وكيفية التصالح مع الذات والتاريخ.
رواية “جذر بطاطا”
تعتبر رواية “جذر بطاطا” عملًا سرديًا غنيًا، وظف من خلالها نشأت يونس تقنية الحبكة المحكمة والشخصية المتأزمة بشكل إبداعي يعكس صراعات الحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث. يعتمد الكاتب على التشابك الزمني والسرد المتعدد الطبقات، حيث تتداخل أزمنة الرواية بين الماضي والحاضر، لتظهر أزمات الشخصيات الرئيسية وكيفية تطورها.
استخدام نشأت يونس تقنية الحبكة بذكاء مما جعل القصة أكثر إقناعًا وتأثيرًا، حيث يشعر المتلقي بأن الأحداث تتطور بشكل طبيعي ومبرر، مما يعزز من عمق العمل الدرامي ويجعله أكثر قابلية للتذكر والتأمل. بالتالي، الحبكة ليست مجرد تسلسل للأحداث، بل هي فن: فترتيبها وتقديمها بطريقة تثير اهتمام القارئ أو المشاهد يخلق تأثيرًا دراميًا قويًا. الحبكة في الرواية مركبة ومتعددة المستويات، حيث تمزج بين الأحداث التاريخية والصراعات النفسية والسياسية. تتداخل خطان سرديان رئيسيان:
– الخط الزمني الأول: يدور في فترة الاحتلال البريطاني وثورة 1919، ويدور حول الدكتور متولي بطاطا، طبيب مصري يعمل في معسكر بريطاني، ويعيش صراعًا نفسيًا بين وظيفته وحبه للوطن.
–
د. أحمد كرماني تحدث: عن رواية جذر بطاطا يوظف نشأت يونس التاريخ توظيفا سرديا ، يتحرك بين الماضي والحاضر، بلغة سردية رشيقة وحبكة متقنة .
يتجلى البعد السيكولوجي للماضي من خلال صراع الشخصيات مع الذاكرة الفردية والجمعية، حيث يصبح التاريخ أداةً لاكتشاف الذات، ومحركًا للتحولات العاطفية والاجتماعية. التاريخ في الرواية ليس مجرد خلفية للأحداث، بل هو عنصر فعّال في تشكيل نفسية الشخصيات. فالتجارب التاريخية الكبرى، مثل الحروب كالحرب العالمية والثورات كثورة 1919 ، تترك بصمتها العميقة على الأفراد، مما يجعلهم أسرى لصدمات الماضي أو متأثرين بقرارات اتخذوها وأسلافهم ، لعبة التوظيف التاريخي في الرواية ليست مجرد استدعاء للأحداث الماضية، بل هي وسيلة لإعادة تشكيل الحاضر والنظر إلى المعاصر نظرة مغايرة.
من منظور اجتماعي رواية “بطاطا” هي دراسة اجتماعية معقدة تعكس التوتر بين الانتماء الوطني،و تأثير الاستعمار، وتحديات الهوية في عالم معولم. من خلال شخصياتها المتناقضة وسردها المتشابك، تقدم الرواية رؤية نقدية للعلاقات بين الماضي والحاضر، الفرد والمجتمع، والتاريخ والعدالة.
د سعيد الغزاوي
أدار اللقاء:
أ. د. ماهر خليل
حضر اللقاء :
د. وحيد زايد
د. شيماء عمارة
أ.البيومي عوض
أ.عزت عبد العال
د.يوسف يونس نوفل
أ.عادل السوداني
أ.سمير بكري
أ.سهام أحمد
أ.عبد السميع سعيد
أ.أحمد رمضان
معاذ أحمد
ميسرة أحمد.
تصوير: أ. أمل عياد.
تابعونا علي صفحة الفيس بوك