ثقافة وفن

قصة قصيرة”المقريزي” الكاتب و المذيع سيد موسي

كتبت حنان محمد بعرور

المقريزي
المقريزي كان عايش وقت الطاعون والفئران عماله تنقله بمنتهي القوه وجاع الناس جوعا جعلهم يأكلون بعضهم البعض بعد ان فرغت الشوارع من القطط والكلاب التي انتهت مهضومه في امعاء الناس تماما
كان يمشي بجسده للنحيف ينظر للارض ربما مفكرا فيم سوف يكتبه عن تلك الايام اللعينه التي يعيشها وتلك الاحداث التي يشيب لها الولدان واذ فجأه وجد نفسه يترك الارض ويرتفع ببطء لفوق وجلبابه يعلوا ويكاد يقبض علي انفاسه واحتاج وقتا حتي اكتشف ان كلابه ضخمه مقبوض عليها باكف اربعه غليظه تر فعه من فوق الارض الي سطح منخفض ورجلان قويان ينتظران جسده الذي بدأ يرتجف لمنظر السكين في يد احدهم
كان احدهما مستعجلا الذبح والاخر يشرح للمقريزي الامر معتذرا انهما سيأكلانه لانهما لم يتاولا الزاد من ٤ ايام فوجدها المؤرخ فرصه ان يطيل الحديث مع المؤدب عساه يصل لمعجزه تمنع الأمر فقال له مامعناه انه رجل نحيف وهش ولن يجدا فيه مايأكلانه لاساق ولاصدر ولايحزنون
اخبره المتعجل انه صيد اليوم ودي ارزاق بقي ياعم مقريزي
راج المقريزي بعد ان فشل في حيله الهبر الي حيله الطعم فأخبرهما ان طعم عظمه سيكون مرا فهو رجل لايعمل سوي بالكتابه وطعم الكاتب مر ،،،،ودي عايزه فهم شويه وهاسيبهالك انت بقي ،،،،المهم فرح المقريزي ان المتردد سأله عما يكتب فقال له ان يكتب تاريخ هذا البلد المنيل بنيله واخبرهما انه رصد اكثر من عشرين مجاعه مماثله مرت بالبلد وعدت علي خير ،
حاول الرجل ان يثنيهما من منطلق ان اكل بعضنا للبعض حرام فلم ينجح
حاول من خلال ان الاكل ليس هو الحل وان الحل ان نعرف سبب المجاعه الذي هو السلطان وحاشيته التي تخزن الطعام وتمنعه عن عموم الشعب ففشل لان المتعجل قال له وهل تريد مني ان اذهب واكل السلطان وحوله متاريس وقلاع وحصون
ثم حاول ثالثا من خلال انه فرضا اكلتموني اليوم فماذا تفعلون حين تجوعا غدا فجاءه الرد المصري القديم المتجدد الذي يقول ، لما ييجي بكره ربنا يفرجها
فلم يجد الرجل سوي الحل الا خير ،،،،،وخليك فاكر سيدي القارئ اني قلتلك انه الحل الاخير وكان رافضه بس هيعمل ايه المقريزي افندي ،
ايه الحل
قال لهما ايه رأيكما في أكل زوجتي ،،،انها سمينه جدا وتستطيع ان تسد جوعكما شهر كامل
اندهش الرجلان وقالا له وهل ستفتح لنا الباب فطمئنهما انها فور ستراه معهما ستفتح الباب ،،ثم سأله المتعجل وماذا ستفعل انت ،،قال المقريزي طبعا سوف اشارككما الوليمه فقد كانت تأكل كل الطعام وتمنعه عني
فرح الرجلان وسبقا خطواتهما سعيا الي بيت المقريزي الذي كان يسير مطمئنا انه نجي من الموت مأكولا ،
طرق الرجل باب بيته فاهتزت الجدران علي صوت زوجته وهي تصرخ ،،،من بالباب ،، وحين فتحت دخل ومن معه فوجدا امرأه ليس هناك اضخم منها حجما فتباينت المشاعر داخلهما بين الخوف الطبيعي من هذا الحجم والصوت وبين الفرح بوليمه تستمر شهرا علي الاقل من التزود بوقود اللحم اليومي الطازه ،،،ولما سألت كان زوجها صريحا حين اخبرها انه لايعرفهما ولكنهما اتيا حتي يأكلاها هنيئا مريئا بالهنا والشفا ،، لم يكمل المقريزي كلامه الا وكانت طاسه كبيره بيد الزوجه قد نزلت كالصاعقه علي رأس الأول فالتاني فطارا الي الشارع يصرخان من الالم ويلعنان المقريزي واليوم اللي شافوه فيه فمشت خلفهما حتي اختفيا وعادت لزوجها الجميل الهادئ الحنون واقفا علي الباب وقالت له انها لولحقت بهما لأكلتهما بأسنانها فرد الرجل بمنتهي اليقييين ،،،،،طبعا يازوجتي العزيزه ، ان الله هو الذي انقذهما من مصير محتوم ،،ثم دخلا معا واغلقا الباب

اذكرك اخيرا اني قلت ان المقريزي افندي عمل دا كحيله لانه يعلم انها ستفوز عليهما ولم يكن في نيته ابدا ابدا والف ابدا ان يأكلها الرجلان

تابعونا على صفحتنا الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى