كتب ايمان امبابي
قام فضيلة الشيخ صفوت ابوالسعود وكيل الوزارة .مساء اليوم بإفتتاح الأسبوع الثقافى بمسجد / الفران بقرية / الدير – مركز طوخ .
حيث كان بصحبة فضيلته الأستاذ الدكتور / أحمد القرشى أستاذ التفسير بجامعة الأزهر . تناول عنوان اللقاء أخلاقيات التعامل مع الفضاء الألكترونى .
حيث أوضح فضيلته أن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق . فالسكين التي تقطع
وتذبح لا غنى عن منافعها شريطة
تجنب مضارها . والنار التي تحرق لا غنى أيضًا عن منافعها
وإستخداماتها الرشيدة شريطة تجنب مضارها .وكذلك صناعة السلاح الذي لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع
عنها .
فإنه قد يكون مكمن خطورة إذا وقع في يد الإرهابيين والمتطرفين
ومن يسيئون إستخدامه . بل القلم أيضًا قد يكون وسيلة رشاد أو آلة سباب . كلها أدوات ووسائل يمكن أن توجه للخير أو للشر .
وهذا هو الحال نفسها في سائر وسائل الإتصال الإلكتروني التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم والدعوة والبشرية وتيسير سبل التواصل .
كما يمكن إستخدامها للهدم على نحو ما تفعل الجماعات الإرهابية والمتطرفة . وقد ضرب لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم) أعظم المثل في إستخدام مهارات التواصل الدعوي بمختلف أنواعها .
حتى وإن لم يسمها بذلك . أو لم تُعرف في زمانه (صلى الله عليه وسلم) بهذا الاسم . فقد أداها بما آتاه الله (عز وجل)
وعلَّمه إياها من البلاغة والفصاحة والبيان .وما آتاه من جوامع الكلم وأدواته ووسائله .
ومع ذلك كله حرص (صلى الله عليه وسلم) على التنوع في الأسلوب وإستخدام سائر مهارات التواصل الدعوي للنفاذ إلى عقل المتلقي وقلبه . وإثارة اهتمامه وانتباهه. وإيقاظ مشاعره .
ومن هذه المهارات إستخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة . كتغيير وضع الجسد لإثارة الانتباه . أو إستخدام أسلوب الإشارة كالإشارة إلى القلب أو اللسان أو غيرهما . واستخدام لغة الأرقام والرسم التوضيحي . وضرب الأمثلة التوضيحية . كما إستخدم
صلى الله عليه وسلم) أسلوب الألغاز لتنشيط أذهان السامعين .
وفي تنوع أساليب ووسائل الدعوة ما بين الحديث الشريف ، والخطبة ، والموعظة ، والوصية ، والرسالة .ما يؤكد حرص نبينا
(صلى الله عليه وسلم) على إبلاغ الرسالة وأداء الأمانة ، وإقامة الحجة
واضحة وبيِّنة جلية لا لَبْسَ فيها بكل الوسائل والأساليب المتاحة
في عصره (صلى الله عليه وسلم) وهو ما يُحمِّلنا أمانة الاقتداء به
(صلى الله عليه وسلم) في إستنفاد وسعنا في إستخدام وسائل التواصل الحديثة والعصرية المتاحة في عصرنا لإبلاغ رسالة ديننا بلاغًا مبينًا .
وهذه تعتبر جوانب مهمة في الفضاء الإلكتروني والتطور التكنولوجي . وما يرتبط بهما أو يدور في فلكهما من وسائل ذات أثر وتأثير بالغين في بناء الوعي بصفة عامة، وقضايا الخطاب الديني بصفة خاصة .
مما يتطلب الوقوف عندها بدقة لتعظيم الإفادة من إيجابياتها . وتفادي مخاطرها . والتغلب على تحدياتها . فكان الحديث عن
أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني والذكاء الإصطناعي .
ونراه واجب الوقت .
جاء ذلك وسط حضور كثيف من المواطنين الذين عبروا عن سعادتهم بمثل هذه الفعاليات الثقافية والدينية الغير مسبوقة . داعين الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها من كل شر وسوء .
ودامت أوقاف القليوبية على عهدها تحت شعار ( خدمة بيوت الله شرف )