كتب حنان محمد
قد علمتني جدتي
أن لا أصافح من يقاتل بلدتى
ولا أسير مع من لديه أخى أسير
هكذا قد علمتنى جدتى
…..
عدة عقود قد مضت
ما زلت أسمع صوتها
ما زال مقعدها القديم
بالركن يحمل عطرها
كانت تحدثنى كثيراً
كيف عاشت عصرها
…….
مازلت أذكر حينما
أهدتنى يوماً صورة
لباحة البيت القديم
كانت حديقة بيتنا
صغيرة فى حينيها
والجد كان واقفاً
فى الشكل كان كوالدى
والجدة ترفع كفها
وشرفة بالبيت كانت مغلقه
وثياب جدى على الحبال معلقه
البيت كان كأنه
شمس تنير المنطقه
.……
نظرت وقالت هل تعى
تلك حقا صورة لكنها
تاريخ يحكى قصتى
أنطر معى
كنا نعانى من الحروب
ووراء جدك بالجدار
بعض الثقوب
والشرفة من طلقاتهم
دوماً تراها مغلقه
وثياب جدك كلها
على الحبال ممزقه
الحرب كانت يافتى
دمار تلك المنطقه
…….
وبكت أمامى حينها
وبكيت حين رأيتها
ورأيت فى دمعاتها
سنوات عمر مرهقه
قالت أريدك يافتى
ولكل من بعدك أتى
تحمى الديار من الدمار
فالحرب تاتى من قرار
ولا تساوم أو تبيع
ولا تسير مع القطيع
واحفظ بنى وصيتى
هكذا قد علمتنى جدتى .