قصيدة (مُناجاة) للشاعر الكبير الاستاذ وليد صفاء.
كتب حنان محمد
مُناجاة
لــو كـنـتَ عـنـد شـدائـدٍ لـلخيرِ تـرْ … كضُ ما الذي وقت الرَّخا أرخاكَ ؟!
تـمـضِي بـقـلبٍ فــي الـتَّقَلُّبِ هـائمٍ … مُــتَـمَـلْـمِـلٍ ، ونُـــهـــاكَ لا يــنــهـاكَ
مُــتَـنـازَعٌ بــيـنَ الـتُّـقَـى وَغَــريـزَةٍ … فـمَـضَيْتَ تَـخْـلِطُ بـيـنَ تِـلكَ وذاكَ
ورَحـلْتَ تـحمِلُ فوق أكتافٍ وَهَتْ … ذنـــبًــا بِـمِـحْـنَـتِـهِ يَـــهُــدُّ قُـــــواكَ
فـمَـشَـيْـتَ مـقـتـولًا يُــخِـرُّ بِـذنـبِـهِ … دمـعًـا نَـعَـى مَـنْ فـيكَ قـدْ عَـصَّاكَ
فـجَلدْتَ ذاتًـا ؛ كَـي تُـقِيمَ حُدودَها … ورَجَـمْـتَ نـفـسًا أجـرَمَتْ بِـحَصاكَ
وبَـحثْتَ عـن قـلبٍ بـسَفْحِ شرودِهِ … مُــلْـقًـى يُـدَحْـرِجُـهُ إلــيـكَ هـــواكَ
فـوَجـدْتَـهُ فـــي حـالـةٍ يُـرْثَـى لـهـا … فَـسَـقَـيْـتَـهُ قُـــربًــا يُــبَــلِّـلُ فــــاكَ
كــمْ رُمْــتَ بُـعْـدًا عـن قـرِيبٍ كـلَّما … لِــرِضــاهُ تُــقْـبِـلُ ، بـالـقَـبولِ أتـــاكَ
أرسَـلْـتَ دمـعًـا يَـرتَجِي رَبَّ الـسَّما … أُمْـطِـرْتَ خـيْـرًا مِــنْ هُـنـا وهُـنـاكَ
فَـوَصَـلْتَ حـبلَ مِـياهِ خـيْرٍ تَـلتَقِي … فَـتَـحَتْ لِـعَيْنِكَ فـي الـمَدَى شُـبَّاكَا
ومَـدَدْتَ كَـفًّا بالدُّعاءِ ، دَنَتْ لها ال … بــركـاتُ فــي مَــدَدٍ رَجَـتْـهُ يَــداكَ
نـاجَيْتَ رَبَّـكَ ، أثْـمَرَتْ فـي لـحظةٍ … صـحْراءُ قـلبِكَ ؛ فـاشْتَمَمْتَ شَذاكَ
نـاجَـيْـتَ رَبًّـــا ، لا ســـواه سـألـتَـهُ … فَـمُـنِـحْتَ فَـضْـلًا مــا دَراهُ ســواكَ
عِــنـدَ الـبـلاءِ الـصَّـبرُ جــاءَ بِـقَـدْرِهِ … فـاصْـبِـرْ عـلـيْـهِ بِــقَـدْرِ مـــا أبْــلاكَ
اللهُ لا يَـرْضَـى الـقُنوطَ مـع الـقَضا … ومَـتى رَضِـيتَ بِـما قَـضى أَرْضـاكَ
والشَّرُّ – مِثْلَ الخيْرِ – يُخْفِي حِكمَةً … ولــعــلَّ هــــذا فــيــهِ يَــكْـمُـنُ ذاكَ
لــو حِـكْمَةٌ أدرَكْـتَ عَـكْسَ مُـرادِها … فـالـعَـيْـبُ فِــيـمَـنْ أخْــطَـأَ الإِدْراكَ
يــا ربِّ عـبدُكَ ضَـلَّ فـي صَـحْرائِهِ … والــذَنْـبُ شَــوْكٌ ، لـلـمَصائِدِ حــاكَ
وإِلَــيْـكَ يَـعْـبُـرُ مُـبْـحِـرًا بِـدُمـوعِـهِ … وشِــراعُــهُ بــيــنَ الــرِّيـاحِ هُـــداكَ
يَـرْجُو الـنَّجاةَ وفـي الـمِياهِ مَـهالِكٌ … وبِــيـابِـسٍ كَــــم كــابَـدَ الأشْـــواكَ
فــــإذا تَـكـالَـبَتِ الـهُـمـومُ وغَــرَّهـا … ضَـعْـفِـي ، فـإِنِّـي أحْـتَـمِي بِـحِـماكَ
لا هَــمَّ يَـغْـلِبُ مَــنْ خَـلا فـي لَـيْلِهِ … بِـكَ لـيسَ يَـرْجُو فـيهِ غـيْرَ رِضـاكَ