شعر

قصيدة (احتياج)للشاعرة الاستاذة وفاء ماضي.

كتب حنان محمد 

 

احتياج
تتزوج وهي لم تزل طفلة ولم تشعر بأنوثتها ، تصبح أرملة وهي في ريعان الشباب تقف حائرة أمام أبواب القلب الموصدة ، تتساءل هل يحق لها أن ينبض ذاك القلب؟

وهل نسيانها لأنوثتها طوال هذه السنين يشفع لها بهذا الإحساس المفاجئ ؟ وهل العلاقة التي ربطت بينها وبين من أحبت عن طريق الحاسوب ممكن أن تكون علاقة ناجحة ؟

أ تستجيب لنداء القلب الذي تسمعه لأول مرة ؟ فهي الآن أرملة وحيدة بعد أن تزوجت ابنتها الوحيدة وسافرت مع زوجها إلى الخارج فهي تشعر أن لاشيء يقيد هذا الحب فهي الآن حرة ،

الشاعره وفاء ماضي
الشاعره وفاء ماضي

اتسعت رقعة الحيرة في نفسها وزادتها حنقا على خيوط مؤامرة حيكت بدقة من أب وزوجة أب ، لزواجها من ثري في عمر والدها ، قضت ليلتها تتقلب على جمر القلق والحيرة ،

لعدم مقدرتها على اتخاذ قرار، فتحت الحاسوب فقرأت رسالة تركها لها الحبيب( لا مفر من اللقاء لتحديد موعد للزواج فلقد سيطرت على عقلي كما سيطرتي على قلبي أنتظرك في نفس مكان اللقاء)،

تزينت كما لم تتزين من قبل وتعطرت بأغلى وأثمن ما عندها من عطور ،ارتدت أجمل ثوب لديها ، ذهبت في الميعاد ، تعانقت العيون قبل أن تتعانق الأيادي وباحت بكلمات تخجل الشفاه عن البوح بها،

رأى الفرحة في عينيها كما لم يرها من قبل ،همس أراك في العشرين من عمرك علت ابتسامة خجل على وجهها فبادرها طالبا منها تحديد موعد الزواج طلبت مهلة حتى تخبر ابنتها وتستشيرها

في أمر الزواج ربما ترفض ذلك ، انصرف كل منهما على وعد بلقاء قريب ، عادت إلى شقتها والفرحة تزفها لأول مرة تشعر بهذا الشعور وكأنها عادت طفلة أو إلى سن المراهقة والتي لم تمر به من قبل ،

أحست بشهية مفتوحة كأنها لم تأكل منذ أيام فالدنيا على رحابتها لم تسع فرحتها دخلت المطبخ لتعد وجبة سريعة وهي تدندن أعذب الألحان { اسبقني ياقلبي اسبقني على الدنيا الحلوة اسبقني}

قطع انسجامها رنين هاتفها أسرعت بالرد جاءها صوت ابنتها منتحبا أمي لقد مات زوجي إثر حادث أليم ، سأحضر غدا في طائرة الصباح وهو معي في صندوق الشحن صرخت الأم من هول المفاجأة الغير متوقعة

وشعرت بدوار أطاح بها فسقطت على الكرسي في غير وعي، طالت جلستها على هذا الحال حاولت النوم لم تستطع جلست على الفراش تدس رأسها بين كفيها وتدور في دوامة الحزن ، الدنيا تلف بها كطواحين الهواء ،

قررت قطع أي خيط للأمل بينها وبين من تحب فقد فشلت في اختلاس ابتسامة من الزمن ، مرت عليها لحظات أكثر قسوة من سنوات عاشتها ، فتحت الحاسوب باستياء وتركت رسالة (آسفة أعتذر قدري دائما يعاندني) وعليَّ أن أستجيب له.. وروت له ما حدث..!

جاء الحبيب لتقديم واجب العزاء أثناء مقابلته لابنتها ومصافحته لها شد على يدها مواسيا و دار بينهما حوار صامت بنظرات العيون لاحظت الأم نظراته
هم بالانصراف مودعا وعيناه تتعلق بالابنة ودع الأم قائلا سنلتقي قريبا ، أجابت ربما وهمهمت همسا لا أظن ..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى