قصيدة”أريد الهرب” للشاعر عبدالله العكازي.
كتب حنان محمد
أريد الهرب
أرِيدُ الأغَانِي الَّتي لَمْ تُغَنَّى
لِقَلْبِي الوَحيدِ الأصَمِّ الحَزينْ
أُريدُ اللَّيالِي الَّتي لَمْ تَعِشْني،
وضَوءَ الشُّموسِ الَّتي لَمْ تُضِئ لِي،
وَما فرَّ منِّي مِنَ الأُكْسُجينْ
أُريدُ الهَرَبْ !
أُريدُ الذي فاتَنِي مِنْ نَهَاري
“أبُويا” وأُمِّي وحُلمِي و دَارِي
و حُبِّي الَّذي مِن غِيابِي اغْتَرَبْ
لَكَمْ عِشْتُ أهْوَى بِلاداً أذَتْني
بِلاداً لِقَلبِي تُكِنُّ الغَضَبْ
أُريدُ الهرَبْ !
جَلِيٌّ جَنَانِي، بَعِيدٌ أَمَانِي
وأَلقَيتُ بالبَحرِ كلَّ الأمَانِي
وكلَّ العِبارَتِ، كلَّ التَعَبْ
أريدُ الهَرَبْ
بعيداً بَعيييداً ! …
بِقُربِ النُّجومِ الَّتي لَمْ تُضِئْ لِي
فَفي الأَرْضِ عَارٌ يُسَمَّى “العَرَبْ”
تَبَرَّعْتُ بالحَظِّ لِلأَبْرِياء
لِكُلِّ الغَريبينَ، كُلِّ العَرَايا
لكُلِّ المَجانِينِ و الأَوْفِياءْ
وأُهدِي دُعائِي و رُؤيا عُيُونِي
لقطٍ لَطِيفٍ مُجَابَ الدُّعاء
فَمَاضيَّ يَلْهو بِمُسْتَقبَلي
فَهلَّا أعَدتُم إلَيَّ اعتبَارِي،
وهلَّا أَعَدتُم دَمِي المُغتَصَبْ.