اخبارشعر

مقال (علم الكلام (٢)) للمفكر الدكتور أمان قحيف.

كتب حنان محمد 

 

علم الكلام (٢))
سؤالنا هو : هل يتمكن علم الكلام التقليدي ببنيته المعروفة أن يؤدي دوره المنوط به في الدفاع عن العقيدة أو الدين في الوقت الراهن ؟ وهل بهذا العلم من المعارف ما يتيح له مواجهة ما يطرحه العقل المعاصر من تشكيكات وشبهات ؟.

لقد اهتم المتكلم القديم بقضايا أثارتها ثقافة عصره ،

وكان عليه أن يناقشها ويتحدث فيها بلغة زمانه ، حيث تحدث المتكلمون – مثلًا – في قضية الجوهر والعرض ، وهي قضية كانت مثارة عبر نوافذ الفكر اليوناني الوافد آنذاك ، لقد كان لهذه القضية حضورها وأهميتها بل وخطورتها في حينها .. لقد حاول المتكلمون تفسير وقائع الكون وبعض حركيته وتبدلاته وفق هذه النظرية التي يعلمها المتخصصون .

هذا ما كان سائدًا فيما يتعلق بتفسير بعض الظواهر الكونية ..

أما الآن فلم يعد من اللائق علميًا التوقف عند هذا التفسير ؛ إذ حركة الكون تُفَسَّر حاليًا من خلال الوقوف على القوانين العلمية الثابتة والمتفق عليها .

أيضًا انشغل علم الكلام التقليدي بمسألة قِدم العالم وحدوثه ، وتم إثبات عدم قِدم العالم والبرهنة على حدوثه من خلال القول بعدم جواز وجود قديم مع الله ، فالله هو القديم وكل ما عداه حادث ولا قديم سواه ، بالتالي فالعالم حادث ، وحدوثه بغيره لا بنفسه ، أي أنه لم يوجد ذاته .

أما الآن فالعلم يتولى مناقشة هذه القضية بشكل مغاير ،

حيث أثبت حدوث العالم من خلال نظريات علمية متفق عليها بين كثير من علماء الفيزياء ، وأهمها نظرية الانفجار العظيم التي توازيها فكرة ” الفتق ” في القرآن الكريم .

أما عن أدلة وجود الصانع فقد ناقشها المتكلم القديم وفق أدلة عقلية ونظرية ، لكن الآن يعتمد العلماء في البرهنة على وجوده تعالى على دراسة الظواهر العلمية التي تثبت وجود المصمم الذكي . وانتظام حركة الكون وفق قوانين لا يتمكن من وضعها في الكون سوى الله تعالى .

الشاهد هنا أن علم الكلام القديم كانت له حقوله المعرفية التي يتحرك فيها وكان له مفاهيم ومصطلحات يتمحور حولها .. بينما العلم بمعناه الحديث Science له مناهجه في دراسة الكون والطبيعة والحياة .

ثم إن علم الكلام القديم ناقش أطروحات بعض الملل المغايرة كالمزدكية والثنوية .. وغيرهما..

بينما الفكر الإسلامي المعاصر بحاجة ماسة إلى مناقشة تيارات الفكر المادي كالشيوعية والوضعية المنطقية والفوضويةوالعبثية …. إلخ .

من هنا فالأمة في حاجة إلى علم كلام معاصر يجيب على التساؤلات التي يطرحها العقل البشري في العصر الحديت لا أن يثير ما بالتراث من مشاكل وإشكاليات لا حاجة للمعاصرين بها ولا بمضمونها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى