ثقافة

قصة قصيرة”رحلة داخل حنطور..كرباج ورا يا اسطى” الكاتب طه هيكل.

كتبت حنان محمد بعرور

كرباج ورا يا اسطى
جملة لازال صداها يتردد في أذني ،
الحنطور تلك العربة المتميزة بخصوصيتها ، المتفردة بتصميمها،
إطارات عالية متقنة بفن وإبداع ،
درجات للصعود تميل بشدة عند صعود أصحاب الأوزان الثقيلة ،
ويطلب السائق أن يوازن عربته بحيث لاتميل وهي تنطلق فيكون الجانبان متساويان أو على الأقل متقاربان ،
والحصان ينتظر بلا تذمر ولا استعجال !
كنا ننزل محطة مصر بمدينة الإسكندرية منذ أكثر من أربعين عاما في زيارات متكررة صيفا وشتاء لزيارة الأهل ،
وكان التفاوض حول السعر لايستغرق دقائق ما بين عشرين وثلاثين قرشا في التوصيلة ،
يوافق صاحب الحنطور ويقطع الطريق أمام السيارات التي لم تكن سوى رفاهية، وسعرها يكاد يلامس نصف الجنيه خمسين قرشا !
نتسابق مع الترام وخطوات الفرس منتظمة كأن ضابط إيقاع يحركه بحركة مايسترو ،
وبالقرب من ميدان المنشية المزدحم بالمارة والمصطافين والزوار والموظفين ، يفكر أحدهم أن يريح قدميه من السير لحظات ؛فيعدو خلف الحنطور ويتحين فرصة بطء الحصان قليلا لمرور ترام أو سيارة فيثب بحركة سريعة رشيقة ليختبئ بين إطاري الحنطور ! لايرى السائق خلفه ولا يفكر فيما حدث أو يحدث ويسير في طريقه،
وفجأة يخرج أولاد الحلال من تحت الأرض يرون هذا الذي استقل وسيلة مجانية ليصيح أحدهم بأعلى صوته : كرباج ورا يا اسطى
فينطلق صوت الكرباج مدويا لخلف الحنطور ، وربما نال هذا الراكب ضربة خفيفة سريعة طاله طرف الكرباج ؛ فيخشى المزيد من الضربات فيؤثر السلامة ،
وينزل مسرعا ناجيا بنفسه من ضربات مفاجئة ؛
فيستمر في طريقه وفي الشتاء تتناثر حبات المطر من جانبي الحنطور ؛ لتطال أطراف الملابس فتبللها ولا يأتي من أعلى لأن مظلة الحنطور تمنعه ؛
لنصل إلى الهدف في رحلة ممتعة، وسياحة رائعة
وتتوالى الذكريات .

تابعونا على صفحتنا الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى