
👈 تدور القصه لشاب فيه تقى وفيه غفله ،،، في آن واحد …. طلبَ العلم ،،، حتى أصاب منه حظاً ….
قال الشيخ له ولرفاقه : لا تكونوا عالةً على الناس ،،، فإن العالم الذي يمدُّ يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير ، فليذهب كل واحد منكم و ليشتغل بصنعه التي كان أبوه يشتغل بها ، وليتق الله فيها…
وذهب الشاب إلى أمه فقال لها : ما هي الصنعه التي كان أبي يشتغل بها ؟
فاضطربت الام وقالت : أبوك ذهب إلى رحمة الله ، فما لك وللصنعه التي كان يشتغل بها ؟
اذهب وتعلم أي صنعه ودعك من صنعة أبيك ..
فألح عليها وهي تتملَّص منه ، حتى اضطرها إلى البوح بما كانت تحاول اخفاؤه فأخبرته وهي كارهه أن أباه كان لصاً … فقال لها : إن الشيخ أمرنا أن يشتغل كلٌّ منا بصنعة أبيه ويتقي الله فيها …
قالت الأم بحسره : ويحك !
وهل في السرقه تقوى ؟ وكان في الولد ـ كما قلت غفله ـ ، فقال لها : هكذا قال الشيخ … ثم ذهب فسأل وتابع السؤال ودرس وراقب والتقط الأخبار حتى عرف الطرق والوسائل التي يسرق بها اللصوص ، فأعد عدة السرقه ، وصلى العشاء ، وانتظر حتى نام الناس ، وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال له الشيخ . فبدأ بدار جاره ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى ، وليس من التقوى إيذاء الجار ، فتخطى هذه الدار ومر بأخرى فقال لنفسه : هذه دار أيتام ، والله حذَّر من أكل مال اليتيم .
ومازال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني ليس له إلا بنت واحده ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيد عن حاجته
فقال : ها هنا ،،، وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها ففتح ودخل ، فوجد داراً واسعه وغرفاً كثيرة ، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال ، وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضه والنقد شيئاً كثيراً ، فهم بأخذه ، ثم قال : لا ، لقد أمرنا الشيخ بالتقوى ، ولعل هذا التاجر لم يؤد زكاة أمواله ، لنخرج الزكاة أولاً …
وأخذ الدفاتر وأشعل فانوسا صغيراً جاء به معه ، وراح يراجع الدفاتر ويحسب ـ وكان ماهراً في الحساب خبيراً بإمساك الدفاتر ـ ، فأحصى الأموال وحسب زكاتها فأزاح مقدار الزكاة جانبا ، واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات ، فنظر فإذا هو الفجر ، فقال : تقوى الله تقضي بالصلاة أولا …
وخرج إلى صحن الدار ، فتوضَّأ من البركه وأقام الصلاه فسمع رب البيت فنظر فرأى عجباً فانوساً مضيئاً ، ورأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاه …
فقالت له امرأته : ما هذا ؟ قال والله لا أدري !
ونزل إليه فقال : ويلك من أنت وما هذا ؟
قال اللص : الصلاة أولاً ثم الكلام ،،، فتوضأْ ثم قال لصاحب الدار : تقدمْ فصلِّ بنا ،،، فإن الإمامه لصاحب الدار !!
فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره به ، والله أعلم كيف صلى !!
فلما قضيت الصلاه قال له أخبرني من أنت وما شأنك ؟
قال : لص …
قال : وما تصنع بدفاتري ؟
قال : أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنين ، وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها …
فكاد الرجل يُجَنُّ من العجب ، وقال له : ويلك ، ما خبرك ؟ هل أنت مجنون ؟
فأخبره خبره كله …
فلما سمعه التاجر ورأى جمال صورته وضبط حسابه ،،، ذهب إلى امرأته فكلمها ، ثم رجع إليه فقال له : ما رأيك لو زوجتك ابنتي وجعلتك كاتبا” وحاسبا” عندي ، وأسكنتك أنت وأمك في داري ، ثم جعلتك شريكي ؟
قال : أقبلُ … وأصبح الصباح فدعي بالمأذون وبالشهود وعقد العقد ….!!!
ليت للكثير منا فقه هذا اللص وتقواه دون غفلته ، فالمشكلة أن للكثيرين منا غفله من غير تقوى …اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وتسليماً كثيراً.
تابعونا على صفحتنا الفيس بوك