قصص

“غفلة لص تقى” قصه واقعيه

كتب : عبد الرحمن المصرى

 

👈 تدور القصه لشاب فيه تقى وفيه غفله ،،، في آن واحد …. طلبَ العلم ،،، حتى أصاب منه حظاً ….

قال الشيخ له ولرفاقه : لا تكونوا عالةً على الناس ،،، فإن العالم الذي يمدُّ يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير ، فليذهب كل واحد منكم و ليشتغل بصنعه التي كان أبوه يشتغل بها ، وليتق الله فيها…

وذهب الشاب إلى أمه فقال لها : ما هي الصنعه التي كان أبي يشتغل بها ؟

فاضطربت الام وقالت : أبوك ذهب إلى رحمة الله ، فما لك وللصنعه التي كان يشتغل بها ؟

اذهب وتعلم أي صنعه ودعك من صنعة أبيك ..

فألح عليها وهي تتملَّص منه ، حتى اضطرها إلى البوح بما كانت تحاول اخفاؤه فأخبرته وهي كارهه أن أباه كان لصاً … فقال لها : إن الشيخ أمرنا أن يشتغل كلٌّ منا بصنعة أبيه ويتقي الله فيها …

قالت الأم بحسره : ويحك !

وهل في السرقه تقوى ؟ وكان في الولد ـ كما قلت غفله ـ ، فقال لها : هكذا قال الشيخ … ثم ذهب فسأل وتابع السؤال ودرس وراقب والتقط الأخبار حتى عرف الطرق والوسائل التي يسرق بها اللصوص ، فأعد عدة السرقه ، وصلى العشاء ، وانتظر حتى نام الناس ، وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال له الشيخ . فبدأ بدار جاره ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى ، وليس من التقوى إيذاء الجار ، فتخطى هذه الدار ومر بأخرى فقال لنفسه : هذه دار أيتام ، والله حذَّر من أكل مال اليتيم .

ومازال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني ليس له إلا بنت واحده ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيد عن حاجته

فقال : ها هنا ،،، وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها ففتح ودخل ، فوجد داراً واسعه وغرفاً كثيرة ، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال ، وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضه والنقد شيئاً كثيراً ، فهم بأخذه ، ثم قال : لا ، لقد أمرنا الشيخ بالتقوى ، ولعل هذا التاجر لم يؤد زكاة أمواله ، لنخرج الزكاة أولاً …

وأخذ الدفاتر وأشعل فانوسا صغيراً جاء به معه ، وراح يراجع الدفاتر ويحسب ـ وكان ماهراً في الحساب خبيراً بإمساك الدفاتر ـ ، فأحصى الأموال وحسب زكاتها فأزاح مقدار الزكاة جانبا ، واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات ، فنظر فإذا هو الفجر ، فقال : تقوى الله تقضي بالصلاة أولا …

وخرج إلى صحن الدار ، فتوضَّأ من البركه وأقام الصلاه فسمع رب البيت فنظر فرأى عجباً فانوساً مضيئاً ، ورأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاه …

فقالت له امرأته : ما هذا ؟ قال والله لا أدري !

ونزل إليه فقال : ويلك من أنت وما هذا ؟

قال اللص : الصلاة أولاً ثم الكلام ،،، فتوضأْ ثم قال لصاحب الدار : تقدمْ فصلِّ بنا ،،، فإن الإمامه لصاحب الدار !!

فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره به ، والله أعلم كيف صلى !!

فلما قضيت الصلاه قال له أخبرني من أنت وما شأنك ؟

قال : لص …

قال : وما تصنع بدفاتري ؟

قال : أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنين ، وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها …

فكاد الرجل يُجَنُّ من العجب ، وقال له : ويلك ، ما خبرك ؟ هل أنت مجنون ؟

فأخبره خبره كله …

فلما سمعه التاجر ورأى جمال صورته وضبط حسابه ،،، ذهب إلى امرأته فكلمها ، ثم رجع إليه فقال له : ما رأيك لو زوجتك ابنتي وجعلتك كاتبا” وحاسبا” عندي ، وأسكنتك أنت وأمك في داري ، ثم جعلتك شريكي ؟

قال : أقبلُ … وأصبح الصباح فدعي بالمأذون وبالشهود وعقد العقد ….!!!

ليت للكثير منا فقه هذا اللص وتقواه دون غفلته ، فالمشكلة أن للكثيرين منا غفله من غير تقوى …اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وتسليماً كثيراً.

تابعونا على صفحتنا الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى