
يا أيها الزمنُ الموجوعُ بالحَزَنِ
كفاك دمع امرئ ، يَهمي بلا ثَمنِ
مَنْ وَجَّهَ البَغْيَ في مَسْراهُ فاخْتلَجَتْ
آهاتُه في صُدُورِ الأبرياءِ .. مَنِ؟
قف ياقطارَ المنايا قِفْ .. فأنتَ على
دربِ المَسَاكينِ تُفري القلبَ لَستَ تَنِي
الموتُ ينهشُ أمعاءً وليس يَعِى
بأنها خاوياتُ السِّر لا العَلنِ
لولا خَواءُ بُطُونِ البِيضِ ما خَرجَت
تسْعى لِسدِّ اقتِضَاءِ الزَّاد بالرَّهَنِ
لولا صَبرنَ على بؤس الزمان لَمَا
خرجن يَدفَعْنَ نارَ الوهْنِ بالوَهَن
يُبْرِدْنَ من أدمُعِ الأيام لوعتَها
ويسْتَلِبنَ فُتَاتَ العيشِ بالكَفَن
مَنْ للصَّغيراتِ من أبناءِ ضَيْعَتِنا
مِن عائِلٍ وقد اختَلت رؤى السَّنَنِ
الجارياتِ على زادٍ لعائِلها
الباحثاتِ عن الأقوات في الدِّمَنِ
السابحاتِ خلافَ المَوجِ يلفظها
لساحلِ الشاطئِ المركومِ بالعَطَن
فمن يواري جثامين الصغار و…
لولا المِسْكُ بالعَرَقِ المسكوبِ لم تَبِنِ
ومن يُطَبطِبُ صَرْخَاتِ الحزينِ وقد
حانت كأَنْ لم تكن دُنيا ولم تَحِنِ
الموتُ أخفقَ قلبَ الأمهات وقد
سَمِعنَ ناعِبَنا في القوم لم يُشَنِ
أمسَيْنَ يُرثِين فَقْدَ العِزِّ في زمن
يَرقُبنَ فيه صباحا غيرَ مؤتَمَنِ
يا أيها الفقر لملم لا تدع صَنَما
فإن قومي استساغوا شِرعةَ الوَثَنِ
إني لأسألُ والتسآل يُرهِقُنِي
من أين فقرُ الفتى ، والله ذو مِنَنِ
السُّحبُ تهطل والأنهارُ جاريةٌ
والحَبُّ في السنبلاتِ الخُضر والفَنَنِ
والأرضُ ملأى عطايا ، تَستَحثُّ بنا
روحا تُبدِّلُ سوءَ السعي بالحَسنِ
تلك الحقول التي من طينها نُحِتَت
أجسادنا إن نَمُتْ أضحَت ثرى الوَطَنِ
يا لائمَ الناسِ إن الناسَ قد تَعِبت
حتى غدا الموت في الأحياءِ ذا لَسَنِ !!!
تابعونا على صفحتنا الفيس بوك