اخبار

السياسات الشبابية في مصر: بين الطموح والواقع

بقلم: سليم عبدالله

رغم أن الشباب يشكلون الأغلبية العددية في المجتمع المصري، حيث تقدر نسبتهم بما يزيد عن 60% من السكان، إلا أن السياسات الموجهة إليهم لا تزال تسير بخطى متفاوتة بين الطموح الرسمي والواقع الفعلي.

إطلاق منتديات شبا ب العالم

في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولات لافتة في طريقة تعامل الدولة مع ملف الشباب. من إطلاق منتديات شباب العالم، إلى برامج تدريب وتأهيل الكوادر الشابة لتولي مناصب تنفيذية، مرورًا بإتاحة فرص للمشاركة في الحياة البرلمانية والحزبية. لكن، يبقى السؤال المطروح بقوة: هل هذا التمكين حقيقي ومستدام؟ أم أنه ما زال محصورًا في الأطر الرمزية.

ملف الشباب في مصر دون التوقف

الرؤية الرسمية: خطوات تستحق التقدير
لا يمكن الحديث عن ملف الشباب في مصر دون التوقف عند الدور المباشر والملموس الذي يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي كان – وما زال – الداعم الأول لقضايا الشباب، والحريص على إدماجهم في مسار الدولة الحديثة.

أبرزها منتديات شباب العالم

فمنذ توليه المسؤولية، حرص الرئيس على فتح قنوات تواصل دائمة مع الشباب، كان أبرزها منتديات شباب العالم، التي أصبحت منصة حقيقية للحوار وتبادل الرؤى، بمشاركة شباب من مختلف أنحاء الجمهورية والعالم.

توفير فرص حقيقية للشباب

كما وجّه الرئيس بإطلاق برامج تأهيلية، وتوفير فرص حقيقية للشباب في المناصب التنفيذية، والتأكيد الدائم في خطاباته على أن “الشباب هم الأمل، وهم عماد الدولة الحديثة، ولا بد من تمكينهم بوعي ومسؤولية”.

الرئيس هو صاحب الفضل الحقيقي

ولذلك، فإن الكثير من الشباب المصري يرى أن الرئيس هو صاحب الفضل الحقيقي في فتح الأبواب أمامهم، وأنه – بكل وضوح – يمثل الأمل في وقت تعاني فيه أجيال من الإقصاء أو التهميش داخل مؤسسات الدولة الأخرى.

الإرادة السياسية الواضحة من القيادة

فجوة الواقع: من التوجيه السياسي إلى التطبيق المحدود
ورغم هذه الإرادة السياسية الواضحة من القيادة العليا، يظل التحدي الأكبر هو الفجوة بين الرؤية والتطبيق. فالكثير من المبادرات، رغم قوتها على الورق، تُنفذ على الأرض بشكل محدود، أو محصور في مناطق بعينها، ما يجعل الأثر الحقيقي ضعيفًا مقارنة بالتطلعات الكبيرة.

الضعف في تنفيذ السياسة الشبابية

الوزير.. والنموذج المغلق
وفي هذا السياق، يبرز أداء وزير الشباب والرياضة كنموذج لإحدى نقاط الضعف في تنفيذ السياسة الشبابية. فرغم ما يُعلن من برامج ومبادرات، إلا أن الواقع يُظهر أن الوزير يحصر الفرص داخل دائرة مغلقة من الشباب، غالبًا من ذوي الولاء التنظيمي أو العلاقات الداخلية القوية.

التنوع الحقيقي للمجتمع المصري

هذا النمط من الإدارة ساهم في خلق نخبة شبابية مصطنعة، لا تعبّر عن التنوع الحقيقي للمجتمع المصري، فيما يتم تهميش أو استبعاد أي شاب يطرح رأيًا مخالفًا أو يوجّه نقدًا بناءً، حتى وإن كان داخل الإطار المقبول سياسيًا.

 نقاشات صريحة في دوائر العمل الشبابي

ولعل الأكثر إثارة للقلق، أن بعض الشباب الذين عبّروا عن رؤى مختلفة أو حاولوا فتح نقاشات صريحة في دوائر العمل الشبابي، تم تحييدهم بالكامل من المشهد، في مشهد يناقض تمامًا روح منتديات الشباب وتوجيهات الرئيس المستمرة بفتح المجال أمام الجميع.

سياسية حريصة على الاستماع للشباب

إذا كانت هناك قيادة سياسية حريصة على الاستماع للشباب، فإن بعض المسؤولين التنفيذيين لا يزالون يفضلون الصوت الواحد والمشهد المحسوب مسبقًا.

 

سياسات شبابية عادلة ومؤثرة

ما المطلوب؟
إذا أردنا بالفعل سياسات شبابية عادلة ومؤثرة، فعلينا:

تفعيل التوجيهات الرئاسية على الأرض دون اجتهادات انتقائية من بعض المسؤولين.

فتح المجال أمام كافة أطياف الشباب، لا نخبة منتقاة مسبقًا.

جعل البرامج والمبادرات شاملة، جغرافيًا واجتماعيًا.

تقبّل الرأي الآخر كجزء من النضج السياسي، لا تهديدًا يجب قمعه.

الباب واسعًا أمام الشباب المصري

الختام: الرئيس يفتح الباب.. فهل يعبر الجميع؟
لقد فتح الرئيس السيسي الباب واسعًا أمام الشباب المصري، ووجّه رسالة واضحة مفادها: “أنتم جزء من هذا الوطن، ولكم دور حقيقي في بنائه.”

مفاتيح التنفيذ داخل مؤسسات الدولة

لكن السؤال الذي يظل مطروحًا بقوة: هل كل من بيدهم مفاتيح التنفيذ داخل مؤسسات الدولة يلتزمون بنفس الروح.

الترجمة الصادقة على الأرض

إذا أردنا مستقبلًا سياسيًا حقيقيًا للشباب، فلا يكفي التوجيه من القمة، بل لا بد من الترجمة الصادقة على الأرض… وما بين توجيه القيادة وممارسات البعض، لا يجب أن يُضيع الشباب في المنتصف.

تابعونا علي صفحة الفيس بوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى