شعر

قصيدة (سلامٌ عليك يا أبي) للشاعر علي حمد الله.

نشر حنان محمد 

 

سلامٌ عليك يا أبي

يا صاحبي هذا ميـلادي ودفترٌ
صداحُ الرثاءِ من الرقيقِ الأحدبِ

أوا هكذا تُنسى جراحك يا أبي
قد كنت بين مصدقٍ ومُكذِّبِ

وأخذت في ليل الرحيل وصيتي
وعقدت أوراقي لزمت مكتبي

لولا معانقتي القوافي وهلةٌ
وتقلبي في روضها المتذهبِ

لرجعت مسلوب. الحنين. كأنما
أستاف من صدر الضلالة مطلبِ

وتركت قلبي عند قبرك شاهداً
ورميت بالأركانِ أشواق الصبي

في غربتي آتي عليك فيرتمي
جرحي علي صدرٍ بهيٍّ أعجبِ

ولقد رأيت مدامعي وسوادها
عبدٌ يطلُّ من الجفونِ ويختبي

وظننتها ،والظنُّ ولاد الهـوى
ستفيض إثر المدمع المتذبذبِ

وأنا بها بعد العتاب رسالةٌ
سكرى تهيئ شكلَ حزنٍ طيب

فجلست في ركن السرير محيراً
وتعاند الأحزان قلبَ معذَّبِ

الذكريات الثائراتُ سخاؤها
يتلون سيرةَ. طيبٍ في طيب

ورأتك فانتفضت علي أقدامها
وبها شجونٌ من فجيعتها وبي

وأنا علي عتبات قبرك ساجدٌ
لي قلب مجروح ورعشة متعب

وسندت ضعفي حين عزَّ مصاحبي
أرسيت ما بين. المواجع موكبي

ومشيت بالقلق المعانق. جبهتي
ثكلىٰ تفيضُ بكلِّ حزنٍ صَيِّبِ

للموت يا أبتي رداءٌ فاجعٌ
كغطاء ريحٍ. كالتماعةِ كوكبِ

يا رب عبدك جاء ظمآن الرجا
وبمدحهِ شوقٌ. لأعذب مشربِ

عرف اليقين. ولم يزل متضرعاً
بيديهِ نحو رجاءهِ المتأهبِ

فعساه ربي يجتبيك برحمةٍ
خضراء تحتضن الخلودَ مخضبِ

آنستُ أشكال الأسىٰ فرأيتها
أنا ، وأعظم أسوةٍ موت النبِّي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى